أخبار شقراء

لون بلادي الأخضر بقلم : منئ الثبيتي

 

بقلم / منئ الثبيتي

حين كنا ننتهي من حصص الإفطار في المدرسة كنا ننتقل مباشرة لحصص الرسم والفنية ، أتذكرهما جيداً كانتا الرابعة والخامسة أتذكر وقتهما، كنا ننتظرهما بفارغ الصبر وكان جرس انتهاء الخامسة من يوقظنا من تلك اللذة ورائحة الألوان المائية العالقة في أنوفنا واللون الأخضر على رؤوس أصابعنا وملطخ على وجوهنا وشيئاً من ملابسنا ، كنا نستعمل اللون الأخضر كثيرًا آنذاك ، أحبه لون بلادي ، لون الشجر يذكرنا بالطبيعة وإشارات المرور والأرض بعد المطر ، يذكرنا بأفلام الكرتون القديمة ذات السبع سنوات والثمان ، هايدي الجميلة والمروج الخضراء يربطنا بالواقع أكثر والبساطة . حتى أنهم من وسط حصص الفنية أخبرونا أن الأخضر لا ينفذ ، نقدر أن نصنعه من جديد . كانوا يعلمونا من مكون واحد نحن قادرون على صنع أشياء عدة ، يعلمونا ( إعادة التدوير ) وكأنهم أوصلوا لنا أن الأخضر علم بلادي لا ينتهي .

كنا نمزج اللونين الأزرق والأصفر ، لون السماء ولون الشمس حتى يصل بنا الأمر أن يخرج من بين أيدينا اللون الأخضر من جديد ، كنا نفرح كثيراً أنه لون وطني ، في كل مرة كنا نصنع لنا الأخضر .

الوطن ليس لونًا واحداً ، الوطن ألوان وألوان ولكن الأخضر هو علم بلادي ..

في عام وطني الرابع والتسعون أقول : أمد الله عمرك يا موطني وعمر قادتك أعوامًا مديدة ..

ولكل من يقرأ لي أقول :

بدلًا من التراقص بالأعلام ورميه بالطرقات لنعلم أبنائنا أن العلم لا ينكس ولا يرمى على الأرض ..

لنعلم أبنائنا النشيد الوطني بالقراءة الصحيحة ، ليفهموها كلمة كلمة ويسارعوا للمجد والعلياء ..

لنعلمهم من هي الشخصية العظيمة التي كتبت كلمات النشيد الوطني الذي نردده في كل طابور صباحي !!
ليتعرفوا إذاً على الأستاذ / إبراهيم خفاجي رحمة الله ..

لنعلم أبنائنا أن حب الوطن لا يعني امتلاء الشوارع والازدحام والتنكس والتمايل ، والصراخ وأن يتلطخ كل من هم حولنا باللون الأخضر ..

لنعلم أبنائنا ( رد الجميل ) لوطن عظيم أعطانا الأمان والقيمة وحفظ لنا مكة والمدينة ولم يفرق بين ألواننا أو سعودي وغير سعودي .

وفي الأخير أقول في الوطن : هو الحب الوحيد الذي اتفقنا على حبه 💚

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى