الوجهاء والأعيان، وأثرهم في المشهد الشقراوي العام … محمد بن سعد البواردي يرحمه الله أنموذجا) ..
بقلم: سعد بن فهد السنيدي .. شقراء .
الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن والمنصات الإعلامية بأنواعها، ويراد به غالباً كُبَراء البلد ورموزها من مشاهير وأثرياء ومثقفين ونحوهم، الذين بلغوا هذه المنزلة السامقة جراء اهتمامهم الاستثنائي بحاضر مدينتهم ومستقبلها وشأنها العام، باذلين الغالي والنفيس من أموالهم وعلاقاتهم لإنماء مشاريعها وبرامجها وجهاتها الخدميّة ، وتهيئة سوق العمل لأبنائها تحقيقا للتلاقح المنشود
والتعاون المحمود بين القطاعين العام والخاص، فهذه النماذج الراقية والكوكبة النادرة من الأهالي يؤدون دوراً ريادياً ونهضوياً فاعلاً دافعين بعجلة التنمية الشاملة والمُستدامة مَحبةً ووفاءً لمُدنهم وبلدانهم ، فصدَق فيهم قول ابن الرومي:
وحُبّبَ أوطان الرجال إليهمُ … مآربُ قضّاها الشباب هنالكا.
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهُمُ … عُهود الصبا فيها فحنوا لذلكا!!!
وفي هذا الأسبوع ودعتْ شقراؤنا الغالية أحد هؤلاء الأفذاذ من أبنائها البررة، إنه المهندس محمد بن سعد البواردي – يرحمه الله رحمة واسعة – الذي أفنى عمره في خدمتها ودعم قطاعاتها ومناشطها الخيرية والثقافية والاجتماعية والصحية والبلدية
والتراثية والرياضية وغيرها، فكان مثالاً يُحتذى في إخلاصه وتفانيه، واهتمامه الشخصي والدائم بالارتقاء بشقرائنا الأبية، ولعلّ أبناء جيلي يحتفظون في ذاكرتهم بذلك العمل الخيري الإنساني النبيل منذ مايقرب من ثلاثين عاماً، حينما شاهد – يرحمه الله – تلك الرتابة والبدائية والتقليدية في قسم الولادة بمستشفى شقراء القديم، فانبرى جزاه الله خير الجزاء مُبادرا ومسارعاً إلى تصحيح الوضع والتيسير على المواطنين والمقيمين، وذلك بإنشاء جناح توليدٍ جديد ومتكامل، وربطه بالمستشفى وتزويده بالأثاث والمعدات والمستلزمات الطبية وغيرها، ما أدى إلى تنامي وتضاعف حالات الولادة في مستشفى شقراء، بل وتوافد العديد من
أخواتنا الكريمات نساء إقليم السر للولادة في هذا الجناح الحديث، ولأمانة القلم أجدُ لزاماً عليّ تسجيل شهادتي الإدارية حيث كنتُ حينها رئيسا لقسم الإضافات وتسجيل واقعات الولادة في إدارة الأحوال المدنية بشقراء ولاحظتُ كما لاحظ غيري تصاعداً جليّاً في عدد المواليد في مستشفى شقراء بعد توسعة المهندس محمد بن سعد البواردي الميمونة التي حظيتْ بإشادةٍ وثناء واسعَين من عموم الأهالي آنذاك .. فاللهم اغفر للراحلين من وجهاء مدينتنا وأعيانها، وأطل عمر الأحياء منهم على طاعتك ومرضاتك .. يرحلون عليهم شآبيب الرحمة من دنيانا الفانية إلى آخرتنا الباقية، لكنهم يتركون خلفهم ذكريات عطرة، وأبناء بررة، يحملون الراية
ويواصلون المسيرة من بعدهم ..
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ فيهم … عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ !!
مٌختتماً هذه الأسطر المتواضعة بتقديم صادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، وحمولة البواريد الكريمة ، ولأهالي مدينتنا شقراء، ولجميع محبي المهندس محمد بن سعد البواردي يرحمه الله رحمة واسعة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.