العجلة الضائعة
الحياة ليست دائرة مُغلقة تتألف من ثلاث مراحل، الأولى أكمل دراستي الستة عشر عامًا، وأحصل على شهادة البكالوريوس، وتنتهي رحلة تعليمي وأتخرج من مدرسة الحياة بمرتبة الشرف حينها أصبحت أعرف كل شيء.
طبعًا والداي هما من اختارا لي التخصص وأين أكون بالتحديد؟
المهم أني حصلت على الوثيقة ووضعتها في الدرج، أنتظر اتصالًا يحمل لي خبر وظيفتي المرموقة، وهذه هي المرحلة الثانية، وهي انتظار الوظيفة، وأن تتناسب مع ما أحمله من شهادة، وحتى أصل إلى ذلك الوقت أكون قد دفعت عُمري ضريبة انتظارها وأهدرت فرصًا أنا من أضاعها من يده.
لا أقبل إلا بذلك المكتب والراتب الذي يتألف من خمس خانات فما فوق، ثم بعد الوظيفة تأتي المرحلة الثالثة، وهي الأخيرة التفكير بالنصف الآخر وشريكي بالحياة وكأني أكملت نصفي الأول، وهذا جميع ما ينقصني.
لا أقبل إلا بشروط كاملة، طبعًا شروط تعجيزية وضعتها لوالدي حتى يبحثا لي عن (السندريلا)، ثم بالأخير بعد أن يضيع الوقت والعُمر أقبل وظيفة بسيطة وأتزوج ابنة جارنا.
وحينما أدخل القفص الذهبي تكون الدائرة مكتملة حينها، وأكون شخصًا قد أكمل مراحله الثلاث، أبدأ بالإنجاب، ثم يدرس الأبناء، ويواصلون هم الحياة ، وأنا أتوقف فقط أراقبهم من بعيد (جيم أوفر). أجد نفسي وسط روتين ممل قاتل، تكون حياتي من هرم ماسلو (حاجات فسيولوجية فقط).
قتال الأبناء ومستلزمات البيت، أخرج من المنزل وفي جيبي (ورقة المقاضي) أعود محملًا بتلك المستلزمات بعد الظهر.
وبعد التقاعد ما يحدث هو أن عُمري يتناقص، وأخلاقي تضيق، تزداد سوءًا وأنتظر دور شخصية (الجد) من مسلسلات الحياة المعتادة.
ما هكذا الحياة؟
بالتعليم يظل الرجل شابًّا حتى وإن شاب رأسه.
نحن في العلم نجهل كثيرًا مهما تعلَّمنا.
لا ينتهي العلم عند شهادة أو درجة، ولا حتى عُمر.
• لا تكُن ممَّن قال عن نفسه:
قبل أن أتزوج كان لديَّ ست نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال، وليس عندي نظريات لهم.
• بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي التربية.
• الحياة ليست تلك الدائرة وحسب، ليست شكلًا هندسيًّا واحدًا، هي صور وهندسة كاملة، مخططات كثيرة لا تتوقف عند شيء واحد أو مرحلة ثالثة هي مراحل، فرص وامتدادات لا تنتهي .