الشوارع الضيقة .

الشوارع الضيقة .

قد قيل : لا تبرز عضلاتك الفكرية أمام جاهل فيهزمك !
عنترة بن شداد هرب من ثور ، فسئل أين شجاعتك ! اتخاف الثور وأنت عنترة ! ماذا أبقيت لغيرك ؟!
فقال : وما أدرى الثور أني عنترة !

في النقاشات يخلق الله أمامك عقل متزمت ! لماذا أطيل معه ! وأخرج به من شوارع وطرق عديدة وهو من يأخذني لشارعه هذا لأنه يرى جميع الشوارع مغلقة ولا يعرف طريقًا إلا من شارعه ! تجده عند رأيه لو تنشق الأرض شقين ماانشق عن رأيه !

ما قاله وقع وكأن ما قاله آية لا تقبل التحريف أو الشك لا يتغير أبدًا !

لا تناقشه لأن بضاعتك تكون قد ردت إليك !

إذًا السكوت لا يعني في كل الأحوال الرضا والإنصات بقدر ما يعني تجنب الشوارع الضيقة التي قد ننحصر فيها ونختنق وحتى لا يلزمني أن أعبر من شارع لا أود السير فيه وأكون الذي أشعل أجيج بداخله بمراحل من الإقناع يخسر فيها فهو يحاجج من هم ليسوا بأهلٍ للنقاش !

انتبه لمقالاتك لأي مقامٍ توجهها ؟

لا تتحدث عن حلال وحرام أمام كبار السن لأنهم يؤمنون بالتقاليد والأعراف أكثر من كونه حلالًا أو حرام !

هي أمور اعتادوا عليها وكبرت معهم ، لا تتحدث عن الموضة وصيحاتها أمامهم هذا لا يعنيهم ولا أمام مدقع وهو من كان في حالة فقر تام ومعدم .

لا تتحدث عن مشترياتك وأرقامك بالبنوك وإجازتك أين ستنفقها نهاية الأسبوع أمام محتاج وقليل حيلة !

لا تتحدث عن مواضيع ومُهمات عندك لاتعني الأخرين أو ربما هي مُهمات عندك مهملات عندهم .

إذا كان بيتك دافئ لا تتحدث عن دفئه أمام أصحاب البيوت الباردة أو البيوت التي تسكنها الحطمة وما أدراك ما الحطمة ؟

لا تكثر من ملاعق السكر أمام من لا يسكن بيوتهم إلا الماء!

في قصة رمزية لفيل شاهدوه يهرب من الغابة أوقفه الدب وسأله ما بالك تخرج مسرعًا من الغابة ؟
أجاب الفيل : هذا لأن الأسد أمر بقتل جميع الزرافات .
رد الدب متعجبًا ولكن أنت فيل لست بزرافة !
فقال الفيل : هذا لأن الأسد لم يعرف على من يستند ، أوكل هذه المهمة للحمار ونحن من يعرف من هو الحمار !
أهرب حتى لا أموت ، أنجو بنفسي .

الشوارع الضيقة شخص يراك هادمًا للكعبة ، من أمات الهرة جوعًا لم يسقها ، يراك مظلمًا يراك في مكانك القديم هناك مهما اقتربت وكنت محل رؤية وإشعاع يراك في الدرك الأسفل هذا لا تخبره أين وصلت ؛ لأنه إن كان لم يرَ ما وصلت إليه اليوم فهو لايزال يراك لن تصل ، إن عاد إلى رشده أو دعك منه ، يراك بالأخير لأنه هناك أيضًا .

أصحاب الشوارع الضيقة ( الأزقة ) العقول المحدودة أشبه ما يكونوا بالأحياء القديمة وسط مناطق شعبية وشوارعها الضيقة ربما لا يمكن توسعتها لو عبرت من خلالها ستضطر حينها السير على الأقدام ، لن تصل و سوف تلهث من تعبك ، تلتقط أنفاسك و تعود من حيث جئت عطشًا .

لست مضطرًا أن تكون الرجل الذي كذب على دابته ؛ يحكى أن رجال ذهبوا لشيخ ليسمعوا منه، فرأوه خارجاً وقد انفلتت بغلته ، وهو يحاول إمساكها، وبيده مخلاة [وعاء يجعل فيه العشب] يريها إياها، فلاحظوا أن المخلاة فارغة، فرجعوا ولم يسمعوا منه. قالوا : هذا يكذب على البغلة، فلا نأمن أن يكذب في الحديث” .

لا تكذب على أحد أنك معه في رأيه ، ولا تكذب على نفسك أنه يستمع إليك وصدقك .

( إن كانت الشوارع ضيقة افتح لك طريقًا ) .

منى الثبيتي .