بُشراكم اليوم
في معترك الحياة حاول ؛ فأنت فيها مُجاهد شديد ومُدافع شرِس ومقاوم عنيد ومُهاجم ذكي .. تقبّل في تلك المعارك كل حالاٍ تكون عليها ، وكُن على يقينٍ تام أن جميع المعارك التي خُضتها لم تخرج منها صفر اليدين ، بل خرجت ممتلأً ..
خرجت بانتصارات ٍ عظيمة وهزائم ذات قيمة .. فالإنسان مُعرّض في هذه الحياة لمواقف حُزنٍ و مواطن فرح ، تعايش مع أحزانك لا مُستسلمًا إنما صابرًا مُحتسبًا متفائلا ، تقبّل الحياة بكل أحوالها ولو كانت ” جارحة ” استبشر الخير وانتظر قدوم الفرح ؛ فلربما انتظارك لشيئٍ قادم أجمل بكثير مما فقدت !!
ولرُبما كانت تلك المآسي والمِحن باطنها فيه الرحمة .. من يدري !!
ولعل لنا في قصص الرسول مع صحابته الكِرام خير شاهد ..
فلقد قال أبو بكر وهما في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال رسول الله : ما ظنُك بإثنين الله ثالثهما ؟!
الفأل الصالح يُحيي صاحبه ، ويزيدُ من عُمره وشبابه ، ويُعينه على تلك الحياة المتقلبة .
الفألُ الصالح ؛ حبلٌ ممّتدٌ إليك ، متى ما مددّت يديك أبصرت النور المشع في زوايا المكان !
إليك قصة هذا الرجل ، الذي حوّل أزمته وظروفه الصعبة إلى فكرةٍ إبداعية .. أغنتهُ عن العالمين :
كان هذا الرجل كادح ويعمل بجدّ في بيع القماش سنوياً إلى أصحاب المراكب الشراعية في المدينة، وفي سنة من السنوات قص الرجل الأقمشة حسب ما يطلبه أصحاب السفن وذهب به إلى مكان تجمعهم ليبيعها ويكسب رزقه، إلا أن المفاجأة كانت هنا! فقد وصل الرجل إلى المكان ووجدهم جميعاً يشترونها من أحد تجار الأقمشة الذي سبقه إلى المكان وباع التجار، فانصدم صدمة كبيرة فهو يكسب قوته وقوت عائلته من هذه التجارة، والتي تعود عليه بكثير من الربح. جلس الرجل على طرف الطريق، وبدأ يفكّر بمشكلته ويحاول إيجاد طريقة لحلها، وفي تلك الأثناء كان الناس وأصحاب المراكب يمرّون من أمامه ويزعجونه بكلماتٍ سيئة، حتى قال له أحدهم: خذ هذه الأقمشة واصنع منها سراويل وارتديهم، وهنا انتبه صاحب الأقمشة إلى هذه الجملة، ولم يعتبرها جملة عابرة، وبالفعل ذهب إلى منزله وصنع من أقمشة المراكب سراويل ثم نزل إلى السوق وعرضهم وأصبح ينادي بطريقة تسويقيّة جميلة، فبدأ الناس بالإقبال عليه وباع كلّ السراويل التي صنعها، فهي كانت مصنوعة من قماش مميز يتحمل الظروف الصعبة. فرح الرجل فرحاً كبيراً، وطلب منه الناس مزيداً من السراويل، فأصبح يضيف عليها إضافات كالجيوب ليجلب اهتمام المزيد من سكان المدينة والصيادين، وهكذا باع أكثر وصارت صناعته للسراويل مطلوبة في كلّ المدينة على مدى العام مما زاد ربحه .. فلا شئ يستحق أن تتوقّف الحياة من أجله .
فكُن دائمًا ممن يحمل البشائر ويهوّن الأمور .. انظر للدنيا بعين المتفائل المطمئن ؛ تبتسم لك الحياة ?