بقلم: سعد بن فهد السنيدي .. شقراء .
ألا يحق لشقرائنا الفخر برجالاتها والاعتزاز برموزها، هاتفةً بصوتٍ جهوري (أولئك أعياني فجئني بمثلهم) ؟؟ .. سمِّهمْ ما شئتَ (الجماعة .. كبارِيَّة الديرة .. الأعيان .. الوجهاء .. رجال الأعمال) (تعددت الأسماء والجودُ واحدُ) !! فيا له من عطاءٍ وسخاءٍ وانتماءٍ ووفاءٍ قوبل من أهالي مدينتنا ومراكزها بالإشادة والدعاء والثناء، نظيرَ اهتمامِهم الاستثنائي بحاضِرِ مدينتِهِم ومُستَقبلِها وشأنِها العام ، مُتَوِّجينَ ذلكَ بدَعْمٍ متواصلٍ لإنماءِ مشاريعِها وبرامِجها ، وإنعاشِ خدماتِها ، وتوفير مُتَطلَّباتِها ، والإسهامِ في تطويرها ، تحقيقاً وتفعيلاً للتَّلاقُحِ المَنشودِ والتعاون المَحمود بين جميع قطاعات الدولة حكومية كانت أو أهلية .. فهذه النماذج الراقيَة والثلة السامقة، يؤدُّون على أرضِ الواقع دَوْراً محوريَّاً رِيادِيَّاً نهضَويَّاً للمُضي قُدُماً بعجَلةِ التنميَة الشاملةِ المُستدامة، محبةً ووفاءً لبلدانهم، في مشهدٍ إنسانيٍّ وطنيٍّ بديعٍ لا يُقدِمُ عليه حقيقةً إلا أفذاذُ الرِجال ـ وقليلٌ ما هُم – ولعلَّ وجهاءَنا الكرام مِمَّنْ بشَّرهُم الله تعالَى بقوله : (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون) مُستشهداً برائعة حمد الحجي (يرحمه الله) حين غرَّد قائلاً:
مَن كان يسعى بالجميل فإنما … حسناتهُ مثل النجوم دراري
يا أغنياء بلادنا أبصرتمو … أنَّ الفضيلة كسْب كل فَخارِ
هيا انفقوها في ارتقاء بلادِكم … في مصنعٍ أو مَعملٍ أو دارِ
إنَّ البلاد إذا تعاونَ أهلها … حلَّتْ مِن العلياء كل مَنارِ
وإذا تخاذلتْ الجهود رأيتَها … تُمنى بكلِّ مصيبةٍ ودمارِ
ويَشهدُ على وفائهم المُتَجذِّر ما نشهَدُه مِن إنفاقٍ حاتميٍّ ، وبَذلٍ جَزيلٍ طالَ قِطاعاتٍ هامَّةٍ وحيويَّةٍ ، كالخيريَّةِ والصحية والثقافيَّة، والبلديَّة والرياضيَّة والسياحيَّة ، ناهيك عن تشييدِ الجوامِعِ الفسيحةِ ، وتوزيعٍ الجوائزِ العِلميَّة، ولعلَّ أهم وأسمَى هذه المُبادرات والعطاءات دعمهم اللامحدود لشَعيرة (التكافل الاجتماعي) لاستِشعارِهم عِظَمِ أجرِها وعُلوِّ شأنِها وبالِغِ أثَرِها في تحقيق التلاحم الوطني، وإدراكهم لِما قد يعتَريها مِن تقَهقرٍ وانكفاءٍ حالَ إحْجامِهم عن ذلك ، باعتبارِهِم (زادهم الله من فضله) العمود الفقري والمُحرِّك الرئيس لمسيرَتِها المبارَكة، فلكأني بالشاعر عناهم بقوله:
أناسٌ إذا ما الدَّهرُ أظلم وجهُهُ … فأيديهمُ بيضٌ وأوجهُهم زُهرُ
يصونون أحسابًا ومجدًا مؤثَّلاً … ببذلِ أكفٍّ دونها المزنُ والبحرُ
أضاءتْ لهم أحسابُهم فتضاءلتْ … لنورِهمُ الشَّمس المنيرة والبدرُ
سائلين الله جلَّ في عُلاه أنْ يجزيهم خير الجزاء فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض .. مُشيداً ومُنوهاً في ختام هذه الأسطر بتفاعل مُغردي مدينتنا شقراء والمراكز التابعة لها، ومقابلتهم البذل والإنفاق والإحسان بالتقدير والشكر والعرفان، ومواكبتهم المميزة والمُقدَّرة لهذه العطاءات والإسهامات طيلة شهر رمضان المبارك وقبله وبعده .. كما أهيبُ ببقية مغردينا اللحاق والاقتداء بهؤلاء المثقفين الواعين، والنأي بأنفسهم الكريمة عن خطاب التقنيط والتيئيس، وتصيد الزلات والعثرات.. والسعي الحثيث في إبراز النجاحات والمنجزات، والتفريق بين النقد(الهادف) والنقد (الهادم) وعدم الإغراق في المثاليات الواهية التي لا رصيد لها إلا في مُخيلة بعض البُسطاء .. آملاً وراجياً من جمعية التنمية والتطوير في شقراء، المنوطة بالتكريم والتحفيز، حصر أسماء أولئك الوجهاء الأخيار، وإطلاقها على طرقات وشوارع أحياء مدينتنا الجديدة عاجلًا غير آجل .. وإلى الأمام يا شقراء، يا أرض الإباء والعطاء والنماء . . وتقبلوا تحياتي ..