هو من يفرح بك ..
- لسنا نحن من يأخذ في كل مرة ، يحل علينا وقت قد يؤخذ منا ..
فلنعلم تمامًا / أن الله هو الذي أضحك وأبكى وأسعد وأشقى وأغنى وأقنى ..
السعادة ليست في ولد ولا تلد ولا منصب ولا لقب ولا مال ولا زواج ..
إنما السعيد : من أحيا في قلبه المراقبة وإن تأخر لا ضير المهم أنه قد أتى قبل أن تأتي الشمس من مغربها . واستشعر أن الله يراقبه ولا يزال العبد سعيدًا ماسلمت لله سريرته وصلحت لله علانيته . أبعد ذلك شيء ؟؟
وليست أعمارنا الحقيقة مادونت في تواريخ ميلادنا .
ميلادك الحقيقي متى ما وجدت نفسك والتقيت بها وليس وقت خروجك وسقوطك وصراخك ..
البعض أضاع نفسه كثيرًا فهو في ( استدراج للنعم ) ..
والآخر التقى بها ثم بدأ من هنا عمره الحقيقي .يعيش البعض مائة عام وكأنه ماعاش عام !
وآخر في عقده الثاني وكأنه من عاش المائة !نعلم حقًا أننا جميعًا لسنا ماشطة فرعون كما أننا لسنا من أحرق الكعبة ..
كل مذنب هو من أحرق نفسه ، هناك مذنب أشعل ذنبه فمات من ناره ، وهناك من أشعل ذنبه بداخله وماحتمل الدخان فأنقذ نفسه قبل أن يموت من دخانه ..
وإن كنت أعلم حقًا أني حينما أذنب لا أقول ذنبي صغير والغير جاء بالكبيرة لأنا في العبادة فلننظر لصالح القوم وخيارهم ونحث أنفسنا للنهوض لا ننظر لمن هم دوننا ومازالوا في وحل الرذيلة وكأننا نحن خيار القوم ..
لابد أن نعرف أن ( الحياة قصيرة ) .. وماوجدت التوبة إلا للخطاة وماسمي الله بالغفار إلا لأنك بعد الذنب تتوب ..فروح التوبة استشعار حجم الجريمة وقبح ذنبك وجسدها الامتناع عنها ..
يروح من يروح ويبقى الله من يعفو عنك مهما بلغت أوزارك ومهما بلغت خطاياك ..
كونوا من ( المخلصين ) من توعد غيرهم إبليس اللعين بقوله ( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) ..
ومن قد تاه الطريق ثم عاد هنا عمرك الحقيقي ومامضى قد مضى التوبة تجب ماقبلها ..
لاتكن ذاك الذي صرخ وقد انتهت المهلة وقال : هذا الذي أوردني الموارد ??
أعجب من البعض يملك وقت طويلًا في التقاط صورة لكوب القهوة وقتًا طويلًا تموت بردًا قهوته ولم تخرج الصورة بعد ، وليس عنده وقت لمجالسة السعداء أو مراجعة نفسه أو أن يقرأ بعضًا من صفحات كتاب وأخيرًا اكتشفت السعادة لـ / د عائض القرني ..
مَن يُريدك أرادّك بالذِي تكُن عَليه، ومَن لا يريدُك أعابَك ولوُ كُنت كاملا ..
إنّ باب التوبة مفتوح، والشيطان يُحاول إغلاقه أمامك فيجب التنبّه من وسوسته وتسويلاته ..
لاتقف عند ذنبك تعض أصابعك وتلطم خدك فليكن نظرك للسماء ورب السماء فهو من يفرح بك .
بقلمي / منى الثبيتي .