عيال النعمة
عيال النعمة ..
أصبحت النعم تقاس بالثياب المسبلة وشدة بياضها وبـ الكرسي الدوار والحارس الذي يقف خلف الباب وكأنه باب آخر وكأن عيال النعمة اليوم هم الطبقة المخملية أو ذلك الوجيه الذي حمل أبناءه عباءة أبيهم بثقله الاجتماعي ومكانته المجتمعية وقالوا هذا أبي ! يرتدون حذاء من جلد والفقير من يمسح له نعّله وكأنه حلت عليه اللعنة وكأن النعم خاتم ومعلقة من ذهب ومركبة فارهه لاينتهي طولها وروائح باهضة الثمن ونقود أرميها على الطاولة حساب فوق الحساب أو ألفاظًا وحروفًا مفخمة تخرج من أقصى الحلق وكأنه مشهدًا تمثيليًا !! ماهكذا تقاس النعم ؟؟
وكأن من أسموا أنفسهم بـ ( الكادحة ) هم من ينقضي الراتب قبل أن يحل ، ولايترددون كثيرًا على الأسواق والمقاهي أو صاحبنا الذي يصنع من فتات رغيفه المتناثر خبزًا آخر له ..
الصحة أكبر النعم والفراغ مغبون عليه
أكثر الناس ..
تنام مطمئنًا في سربك وتصحو على صوت الأذان ..
مهما كُتب أمام اسمك ومهما انتهى اسمك
عند لقب ، جميعًا ترابا ونعود ترابا ..
النعم رضا ، تصالح ، إيمان ، راحة ، ابتسامة وسعادة لا تقدر بثمن ربما فقدها كثير الأثرياء.
والثري حقًا هو راضي أحسن الظن بالله عامرًا قلبه بحبه وبعمله ..
السعادة لا أن أنظر للقمة الغير ومافي يده ! وكم من النقود معه ؟ وكم يحمل جيبه ؟
السعادة ليست فيما نملك بل هي أن نفهم وندرك قيمة مانملك !
السعادة ليست قصر عبدالملك بن مروان ولا جيوش هارون الرشيد ولا دور ابن الجصاص ولا كنوز قارون وعرش بلقيس ولا حدائق قرطبة أو بساتين الزهراء ..
السعادة عند أجدادنا مع قلة ذات اليد
وشظف المعيشة وحتى نكون أبناءً للنعمة ليس شرطًا في امتلاء بطوننا !!
فالنمتلئ بالرضا وشكر الله وبشكر تدوم النعم ..