قالوا لنا في الأخبار
استوقفني كثيرًا ما جرى في العالم من أحداث في الأعوام الماضية ؛ بعضها ألجم العالم والبعض الآخر كان كالصاعقة عند أسماع الكثيرين منهم ، حتى تملّكهم الخوف و اقشعرّت جلودهم ، فمنذ بداية الألفية وحتى الآن ، أدمن العالم على سماع الأخبار بكل أنواعها وتصديقها وتداولها بين حينٍ وآخر .. إبتداءً من عام 2001 مع الجمرة الخبيثة ومرورًا بعدة أوبئة كالسارس وايكولي و زيكا ، وانتشار عدة أنواع من الإنفلونزا كالطيور والخنازير ، ولَم تكن الأوبئة والفايروسات هي فقط شغلهم الشاغل ومصدر قلقهم بل حتى الأحداث السياسية وما شهدتها الأراضي ، ففي عام 2013 بات العالم قلقاً من كوريا الشماليه وكيف أنها ستتسبب في نهاية العالم ، وفِي 2015 وما سيفعله داعش بِنَا !! وانتهاءً بهذا العالم الذي نحن على مشارفٍ مِن نهايتة 2020 فايروس كورونا ، وكل ما سبق سيُنهي العالم أجمع ، الأوبئة ستقتُلنا لا محالة حتى أصبح البعض منا لا يلتفت لحالات الشفاء ، بقدر ما يلتفت لأرقام الوفيات والإصابات الحرجة .
ما يقتلك هو خوفك من القادم ، وقلّة إيمانك وعشوائية تفكيرك .. فلو ادركت قليلاً حقيقة الأمر وأن كل ما يُصيبك هو من الله وحده لا علاقة للآخرين به ، ولا شأن للأعوام الماضية بكل ما يحدث ، هي أقدار الله جل شأنه ، يُرِيد منك قلبُك المؤمن ، و نفسك الراضية بما كتب ، وإيجابية تفكيرك ، وأن توطد علاقتك به ، فالأزمات التي لا تزيدنا قُربًا من الله لا فائدة منها .. وكل ما يأتي من الله هو الخير بعينه ،
لِلَّهِ في كُلِّ ما يَجري بِهِ القَدَرُ
لُطفٌ تَحارُ بِهِ الأَفهامُ وَالفِكَرُ
…
مهلاً يا صاح ،
أَقولُ لِلنّاسِ إِذ راعَت شَكِيَّتُهُ
مَهلاً فَلِلَّهِ في أَحوالِنا نَظَرُ
قيّد تلك النِعم بالشكر المتواصل ، وقابل مصائب الدنيا وصعابها بقلبٍ راضٍ ؛ مدركًا أن جميع العواقب هي خير .. فلن يُصيبك إلا ما كتبه الله لك ،فأجلك مكتوب ، ثقّ برحمة ربك وإلتفت قليلاً لقول الحبيب ” إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»
وكي تعيش مطمئنًا وخالي البال ، دعك من يقولون ، وتجاهل تلك الأخبار البائسة التي كُل همّها أن تهزّ العالم وتُثنيه عن تحقيق النجاح ؛ فمن ينشغل بمخلفات الميديا ،لن يلتفت لأهدافه أبدًا ، خُذ منها النصيحة ، وخذ منها أيضاً كل ما ينفعك ويدفعك وأغلق أُذنيك عن كل ما يُزعجك .. ثق بالله وحده في كل أحوالك ، وحده من يُغيّر الحال إلى الأفضل
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ