مقالات

لك ولائي ما دمتُ حية

من كل عام ، يُشرق فجرٌ جديد حاملاً معه الفرح والبهجة والاعتزاز بأمجادنا العظيمة ، فالثالث والعشرون من سبتمبر يُحيي لنا الذكريات التي خلَدها الزمن وسطَرها التاريخ حتى أصبحت شاهدةً لنا لا علينا .. هنا يتجدَد الولاء الذي لا يقتصر على فئةٍ معينة أو شريحةٍ محددة ، يبقى للجميع أكان مواطناً قد تنعَم بكافة حقوقه حتى أصبح مثالاً يُحتذى ، أو مُقيماً استمد من هذه الأرض قوته ..الولاء ليس مصطلحاً يُردد ، أو هتافاتٍ تُرفع أو نشيداً يُلحن ، هو الإخلاص والوفاء وتجسيد معنى الاعتزاز بوطنٍ حباك بعد الله خيراتٍ حسان ، هي تلك الهوية التي تحملها أينما حللت مُتباهيٍ بها بين الأمم ، فهناك الولاء العاطفي الذي يدفع الإنسان لمحبة وطنه ومحاولة رفع اسمه بكل مكان ، تلك المشاعر المتناثرة التي عجزنا والله من جمعها كون محبة هذا الوطن تفوق كل التوقعات ، وهناك الولاء الأخلاقي وهو إحساسك بأهمية الالتزام بالأخلاق في تعامُلاتك مع الجميع والأهم في صدقك ، كما أن الولاء المستمر هو كل ما يحتاجه هذا الوطن ؛ لأن معه أنت شخص مُلتزم ، حريص ومتعاون ، مهتم بكل ما يخدم وطنك ، مُغلقاً أُذنيك عن الشائعات المغرضة ، مُحارباً أعداؤه بشراسة بإحدى أدواتك الممكنة .. أكتب عن وطنك ولو كان اسلوبك بسيطاً ، فهو يريد قلبك لا يُريد قلمك ، تغنَى بتلك القصائد التي تتغزَل به ، شيَد من ممارساتك اليومية دليلاً على تلك المحبة ، لا تُصدق فيه كائناً من كان ، ولا تتبع حُساده .. استثمر قدراتك في خدمته ، فغيرك كثير يتمنى أن يعيش تحت سقفه .. سلاماً على هذا الوطن الذي نحيا فيه مطمئنين آمنين ، يُحيطنا الأمل بقدوم أيامٍ جميلة ، وتتراقص من حولنا الأحلام  ، مهما كتبنا في حب الوطن ستبقى أقلامنا جافة ..

                        وَطَنِي يُجَاذبني الهوى في مُهْجَتِي
                        هُوَ جنّتي هو مَرْتَعي هو مَسْرَحي

                         آوي إليه وملْءُ عـيني غَـفْوَةٌ
                         هُو من أحَلِّقُ فَـوْقَهُ بِجوانـحي

                       ما لا رأت عَيْنٌ ولا سَمِعَتْ بـه
                       فيه الحواري والملائكُ تَـسْتَحِي

شكراً لصاحب الرؤية ، وقائد التغيير ، شكراً لمن يُحارب الأعداء بالداخل والخارج ، فرؤيتك يا صاحب السمو لم تعد خياراً في هذه الفترة بل أصبحت ضرورة لسعي وراء التقدم ومواجهة التحديات المعاصرة ، استدامة النجاح وتحقيق الأهداف لا بد أن يكون وراءه أفراداً مُبصرون ،  وجماعاتٍ لا تتقاعس ولا تملَ، أهدافهم واضحة ، وأمنياتهم لا حدود لها  وإمكانياتهم لا يُستهان بها وهويتهم الحقيقية ليست مجرد ” بطاقة ” إنما هي سلوكيات تُجسد للجميع معاني الولاء والانتماء والمحبة فكراً و قولاً  وفعلا ..

فلا تكن كمن يبكي على الوطن ولم يزرع في رصيفه وردة ..

ولا تكن ممن يحفظون الأغاني الوطنية ويرددونها في كل مكان ، ولم يُحققوا له حُلما ..

ولاتكن ممن يسمعون فيه ، بل اسمع منه وكن له المعين والنصير ، فالوطن يحتاجك .. يريدُ منك أن تكون له قلباً ينبضُ وفاءً ، وضميرٍ حي لا يغفو ولا يتغافل ، يريد منك بناءً متواصل ، و سُقيا لا تنقطع ..

ما أجمل تلك الأبيات التي خطَتها أنامل شوقي في حب الوطن ، كان منها : 

أُدير إليك قبل البيت وجهي

إذا فُهتُ الشهادة و المتابا

 

                                                              

                                                                          

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى