مقالات

السعادة في سطور ?

هي ليست شعور يأتيك من الغير وليست تلك التي تتناثر مع قطرات المطر أو تنبثق مع بذور الأرض ، بل هي كل ما تصنعه أفكارك ويحيا بها قلبك ، هي قرارك وبيدك إن شئت أن تتخذه كل يوم وإن شئت أن تركنه جانباً حتى إشعارٍ آخر .. عليك أن تؤمن أنها تنبع من الداخل فلا تكن مُحطمًا أو بقايا إنسان ، لأن الأرض القاحلة لا تصلح لزراعة . اصنع لنفسك لحظاتٍ جميلة ، إن عشتها أسعدتك وإن تذكرتها تراقص قلبُك شوقاً لها ..جرّب أن تُسعد نفسك بنفسك ولا تنتظرها من احد ولو كان صديقاً ، لا تطلبها من احد حتى لا تكون كمن يمد يده للآخرين طالباً مالاً ، فهذا يُعطي والآخر يمنع أما الثالث فينتظر المُقابل ..
قيل للسعادة ذات يوم ، أين تسكنين ؟!
فقالت : في قلوب أُؤلئك الراضين بقضاء لله ..
وقيل لها ذات ليلة : مع من تستمرين ؟!
فقالت : مع الذين أكرموني .. حتماً هي لا تحتاج منا صُنع المعجزات ، كل ما تحتاجه قلباً مُطمئناً آمنا ، و روحاً راضية ، ووجه مُبتسم ، وثقةٌ بالله دائمة . نعم ،، هذا كل ما تحتاجه .. اترك أمسك ولو كان يضجُ سوءاً
وعِش حاضرك وكأنه سيستمر
وتفائل لغدك ، فإن انتظار الفرح عبادة
ولا تتجاهل تلك النِعم التي تملأُ كونك ، احمد لله عليها كل ثانية ، وكن في عون أخيك المسلم ففي هذه سعادة لا يعرفها سوى ” الأنقياء مع ذوي البشر ” وتذكّر أن في ابتسامتك حكايةً أخرى ، تستطيع من خلالها أن تُسعد من حولك ، اعتبرها هدية تُجبر بها خواطر أهلك و رِفاقك وكل من يعرفك .. فلا تستهين بها يوماً

قال : الليالي جرّعتني العلقما
قُلت : ابتسم ولئن جرّعت العلقما
فلعل غيرك أن رآك مُرنما
طرح الكآبة جانباً و ترنما

✍?
” من روائع شاعر المهجر ، إيليا أبو ماضي “

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا لكاتبتنا على مقالاتها الشيقة والمفيدة والتي نجد من خلالها الفائدة والمتعة وأحب أن اضيف بعض ماقيل عن السعادة حيىث يرى البعض انها تتحقق بنفع الجميع وآخر يراها في التفكير والتامل والاحتكام الى المنطق بالتمييز بين الصحيح والخاطئ وثالث فصل في الموضوع وقال أفضلها السعادة الاخروية وهذا الرأي الأخير اراه اقرب فمن تحققت له السعادة الاخروية لابد عاشها قبل موته تطبيقا لقاعدة كن مع الله يكن معك .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى