بقلم: سعد التميمي .. شقراء ..
لا أجدُ غضاضة إطلاقاً حين أقول: {إنها منطقة لا تعرفُ التثاؤب} بدءاً بجيل العقيلات ومَن سبقهُم، وانتهاءً بجيل النخيل بلازا ومن تبِعهم !! فأينما يمَّمتَ وجهك في تلك الرحاب لا ترى أمامك إلا تقدماً تنموياً مُتلاحقاً مُثيراً وجميلا!! .. أمَّا علاقتي الذاتية بقصيمنا المُبجل وبمدينة بريدة خاصة، فهي مُتجذرةٌ مُتأصلة سنين عددا، حتى وإنْ خبتْ جذوتها في الفترة الأخيرة جراء ظروفٍ صحيةٍ ومشاغل شخصية، إلا إنكَ إذا ما أتيتها ولو بعد انقطاعٍ يسيرٍ فإنك تلحظُ وبجلاءٍ تامٍ مُتغيراتٍ إيجابيةٍ كُبرى طالتْ مشهدها العام .. لعلَّ مِن أهمِّها: النهضة العمرانية الهائلة، والكثافة السكانية المتزايدة، وتشييد الجسور وشق الطرقات، وإنشاء المنتزهات، وتنامي الأسواق والمعارض العصريَّة، وإعادة تأهيل الأسواق القديمة، وازدهار الفعاليات الثقافية، وتعزيز المناشط الاجتماعية .. ومِن المتفق عليه فإنَّ مِن أهم مناسباتها على الإطلاق (مهرجان بريدة للتمور) تلك الاحتفالية الاقتصادية الموسمية، والتي أخذتْ في الارتقاء طيلة العِقدين الماضيين من تظاهُرةٍ زراعيةٍ محدودةٍ، إلى فرحةٍ بريداويةٍ فقصيميةٍ فسعوديةٍ فخليجية!! وما لاشك فيه فإنَّ هذه التحولات المُبْهرة على مستوى المنطقة يقفُ خلفها (رجُل الإمارة والإدارة والإرادة) (رجُل الثقافة والشهامة والابتسامة) (رجُل المحاسبة والرقابة والمُكاشَفة) إنه رجل التغيير والتجديد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز ـــ أمير منطقة القصيم ــ حفظه الله .. ما حدا بمواطني منطقته الأفاضل إلى الهتاف بصوتٍ واحد:
دخلتَ على تاريخنا ذاتَ ليلةٍ … فرائحةُ التاريخ مِسكٌ وعَنبرُ
ولقد شدَّني كثيراً إصرار سموه الكريم على تواجده وحضوره الشخصي لمشاركة أبناء منطقته وزوارها فرحتهم الموسمية، على الرغم من مخاطر العدوى الوبائية، مُفتتِحاً مهرجان تمور بريدة لهذا العام 1442هــ مُخترِقاً اكتظاظ المواطنين المُرحبين المُحتفين بأبي سعود سلمه الله، فبادلهم بابتسامةٍ صادقةٍ ومزاحٍ ومُداعبةٍ معتادةٍ في مشهدٍ من الانسجام التام بين المواطن والمسؤول، بعيداً كل البعد عن التكلف والبيروقراطية البائدة .. لكن في المقابل وعلى صعيدٍ آخرْ يُفاجئك سموه بجولةٍ تفقديةٍ مُباغتةٍ حازمةٍ في الثلث الأخير من الليل على قطاعاتٍ خدميَّةٍ هامة، مُسائلا ومُحاسباً القائمين عليها عن أسباب الخلل والتقصير ــ إنْ وجِدتْ ــ ومُشيداً بالإيجابيات والحسنات، فنجمَ عن هذا التوازن الإداري والرقابي والأخلاقي قفزات ومنجزات ونجاحات تسرُّ الناظرين .. وتفاعلاً مع انطلاقة مهرجان بريدة للتمور، ومَشاهِده الجويَّة الآسرة، أختتمُ هذه الأسطر المتواضعة بقول أحد شعرائها:
بُريدة قد تاقتْ اليكِ مشــاعري … وطابَ لنا ذِكرُ رياضِــكِ والرُّبـا
بريدة شــمسٌ للقصـــيم مُنيرةٌ … فقد شاهدَ الزوار ما كــان أعجَبــا
فيها المشاريع والعمران قائمةٌ … والبعض منها قريبــاً صار مُـرتَقَبا
تمتازُ بالرَّي والاشجار يانعــةٌ … تؤتي الفواكه والرمان والعِنبا
أعني بريدة قد ضاءتْ معالِمها … وغرَّدَ الطير في اجوائــها طرَبـا
شاكرين الله جلَّ في عُلاه على نعمائه وأفضاله التي لا تُعد ولا تُحصى.. وإلى مزيدٍ من التوفيق والتسديد لسائر محافظات ومراكز قصيمنا الأغر ، ولأرجاء الوطن المعطاء .. وتقبلوا تحياتي .