أهلاً بالعام الجديد
.. فمان لله يا عامٍ مضى ما كنه إلا يوم ..
وصفنا لهذه السنه الماضيه بالشؤم وأنها جاءت بالمصائب ، فهذا دجل ومنكر شنيع يحب التوقف عنه .. إنما هي أقدار الله وتصاريفه الكونية .. قال رسول الله ﷺ
” لا تسبوا الدهر ؛ فإن الله هو الدهر ، يقلب ليله ونهاره ” فالأيام هي الأيام والسنين كما هي لا تتغيّر بشمسها وقمرها بل حتى بمناخها ، فلا تنسب ويلاتك لزمن ولا تُلصق خيبات آمالك بالأيام ولا تجعل الأعوام شمّاعه تُعلق فيها أخطاؤك .. بل اجعل تلك الأيام تُقبل عليك لتُلامس قلبُك ، احرص كل الحرص أن تُجدّد حياتك بروحٍ مُتفائلة وقلبٍ مُطمئن راضٍ بأقدار لله تعالى ، فلا نملك سوى أننا نرضى بما كتبه الله لنا .. كن مستبشرًا حالماً ، اجعل آمالك بالحياة بلا انتهاء ، وطموحاتك بلا انتفاء ؛ فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء ..
استقبل عامك الهجري الجديد ، واجعله محطة للعبور ونافذة من خلالها تُشرق ، غروب العام الماضي ما كان إلا إذعاناً بشروق فجرٍ جديد حاملاً معه الخير والبشائر ، كن فيه واثقاً بربك ، مقدراً لنفسك ، سائرًا نحو الطريق الذي تُريده
يقول غاندي ” الأمل موجود دائمًا حتى في أشد اللحظات ضيقا ” ويقول دالاي لاما ” تحت أي ظرف يجب أن لا تفقد الأمل فاليأس هو السبب الحقيقي للفشل ” استشعر ثلاثاً :
-القوة تنبع من قلبك ، فهي لا تُمنح لأحد
-الإصرار احد علامات بلوغ الهدف ولو كان صعباً
-الخير الذي تحملُه لغيرك ، ستجده مُلقاً على الأرض في أشد أوقاتك حرجا
والتزم ثلاثاً :
–تفائل كلما ضاق كونك
-اسجد كلما هاجمك اليأس
-بادر ولا تنتطر مد اليد
وتجنّب ثلاثاً :
-أن تكون لست أنت
-أن تُخالط أهل اليأس وخاصته
-أن تعيش بلا أمل ،واضعاً كل آمالك على من حولك ظاناً بأنهم سنُدك وعُكازُك .
اللهم نستودعك عامنا هذا فاجعل حياتُنا كلها راحة بالٍ وتوفيق ، واجعل أيامنا القادمه رضاً وسعادة ، و أخرجنا من حولنا إلى حولك، ومن عزمنا إلى عزمك، ومن ضعفنا إلى قوّتك، ومن انكسارنا إلى عزتك ومن ضيق اختيارنا إلى براح إرادتك، واجعلنا أسعد خلقك وتولنا فيمن توليت وبارك لنا في قادم أيامنا .. فكل البشائر لا تأتي إلا منك وحدك ??