بقلم: سعد التميمي .. شقراء ..
خيَّم الحزن والأسَى على أجوائنا الشقراوية برحيل أخينا العزيز الأستاذ المربي محمد بن سليمان المرشد ــ يرحمه الله رحمة واسعة ــ فعلى الرغم من تضاؤل مُشيعي الجنائز بعد جائحة كورونا ، إلا إنَّ جنازة أخينا (أبي سليمان) شهِدتْ حضوراً كثيفاً هو الأكثر على الإطلاق منذ صدور التوجيهات بنقل الصلاة على الأموات من الجوامع إلى المقابر ، وإنْ دلَّ ذلك على شيء فإنما يدلُّ على ما يحظى به الفقيد الراحل من محبةٍ مُجتمعيةٍ مُستحقةٍ جرَّاء ما اتصفَ به من فضائل وشمائل شهِدَ له بها كل من خالطه وجالسه، وليس ذلك بمستغربٍ إطلاقاً، فلقد نشأ وترعرع في بيت جودٍ وكرمٍ أدارهُ وبامتيازٍ بالغ الشيخ الوالد سليمان بن صالح المرشد (عليه شآبيب الرحمة) .. اشتهر أبو سليمان بالطيبة والشهامة ، والنفس النقية، والوطنية الصادقة ، والفزعة والعطاء والسخاء .. فبعدَ وفاة والده أشرفَ وباقتدارٍ على (ورشة المرشد) الشهيرة في المنطقة الصناعية، فقام بالمُهمة خَير قيام، فكانَ خير خلفٍ لخير سلَف، يتبين ذلك جلياً بتعامله الراقي وتعاونه وتيسيره.. عصر اليوم وفي مقبرة شقراء، لا تسمعُ من جموع الأهالي إلا الترحم عليه، وتِعداد مناقبه وسجاياه، والاشادة بأخلاقه ومزاياه، مُرددين: عاشَ بارَّاً بوالديه، محافظاً على صلاة الجماعة، مُخلصاً في أداء عمله .. رحل أبو سليمان من دنيانا الفانية إلى آخرتنا الباقية ، ونحنُ على الطريق سائرون، فكلُّ مَن عليها فان .. كما قال القائل:
ميلادُنا بابُ الدخول وموتُنا … بابُ الخروجِ بِنا إلى أُخْرانا
هوَ لا يُفرِّقُ بين شيخٍ أو فتىً … أبداً ولا يتخيَّر الألوانا
مَنْ ماتَ منَّا فهوَ سابقُنا الذي … لقيَ النهايةَ قبلَ أنْ تلقانا
نعمْ أبا سليمان، مِن أين لك هذا الحب والود؟؟ مِن أين لك هذا التقدير والتوقير؟؟ فهنيئاً لمن رحلَ جسده، وبقيت آثاره وذكراه العطرة راسخة في قلوب الناس … اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نُزله، وافسح له في قبره ونوِّر له فيه، وجازِه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرانا … مُقدماً صادق العزاء والمواساة إلى ابنه سليمان، وإلى شقيقيه الكريمين الأستاذين عبد الرحمن ومرشد ، وإلى أفراد أسرته ، وإلى حمولة آل مرشد الكرام، وإلى الأسرة التعليمية في إقليم الوشم، وإلى جميع أصدقائه ومحبيه .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .