بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
لربما لو كان والدي ــ يرحمه الله رحمة الأبرار ــ على قيد حياته، لأمرني فوراً ودون ترددٍ بالكتابة عنه ، فكيف وقد أجمعَ السواد الأعظم من أهل مدينته وغيرهم على محبته وتوقيره وتقديره .. حديثي اليوم عن قامةٍ إداريةٍ سامقة، وشخصيةٍ مُجتمعيةٍ لامعة، استطاع باحترافيةٍ بالغة المزج بين الحزم والليونة، والنظامية والمرونة، فتولَّد عن هذه الإستراتيجية الإدارية الرصينة، مسيرة مُبهرة، ومنجزات ظاهرة، وعطاءات متوالية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .. التحقَ سعادة المهندس ( علي بن عبد العزيز السبيعي ) بمديرية الزراعة والمياه بمحافظة شقراء منذ أكثر من ثلاثة عقود، منْظَمَّاً لطاقمها الشبابي الصاعد، فانتهَى به المسير مديراً لتلك الإدارة الحيوية .. ثمَّ بدا له تغيير المكان والأجواء، واكتساب خِبراتٍ في قطاعاتٍ أُخَرْ ، وعند المُغادرة خيَّم التأثر والتأسف على مُوظفي ومُراجعي إدارته ، مُشيدين بغزارة إنتاجه، وحِنكته واتزانه، وحُسن قيادته، مُرددين بالعاميَّة النجدية ( أبو عبد العزيز فقيدة ) .. وبكل شجاعةٍ ووثوق في النفس، انتقل سعادته إلى مكتب وزارة المالية إبَّان مأسسته الأولى، فكان له قصب السبق واليد الطولى في تنظيم أقسامه ومكاتبه وتدريب شبابة.. وعلى الرغم من سمعة مهندسنا المُبجَّل وشهرته وعلاقاته الواسعة بمسؤولي وأعيان محافظتنا وغيرها، إلا إنه لمْ يركن نهائياً لجاذبية الشهرة، وبريق الوجاهة، وطقوس المناصب، بل انخرطَ بكل تواضعٍ وتبسطٍ في برامج وفعاليات ومناسبات ومهرجانات وجمعيات ولِجان مدينته، بجهودٍ مذكورةٍ مشكورة ، عاملاً بالحكمة الإدارية المعاصِرة { بينما يقول المدير : اذهب ، يقول القائد : هيَّا بِنا } فلا تكاد تراه إلا حاضراً متواجداً في المناشط والميادين، مُصادِقاً أطياف مُجتمعه، ساعياً في التجديد والتطوير بوطنيةٍ ومسؤوليةٍ صادقة .. وها نحن اليوم نرى سعادته مُسدِلاً الستار على مسيرته الوظيفية الناصعة، بعد مشوارٍ ماراثونيٍّ حافلٍ بالمنجزات والنجاحات، سيظلُ بالتأكيد راسخاً في صميم الذاكرة الشقراوية ، شاكرين لمهندسنا إخلاصه وتفانيه، سائلين الله أنْ يكون مستقبله خيراً مِن ماضيه، وأنْ يُديم عليه نعمة الصحة والعافية، رافلاً في حياةٍ تقاعديَّةٍ هادئةٍ هانئة ، وما لا شكَّ فيه فإنَّ التقاعد ليس نهاية المطاف، لذا فإنَّ المؤمَّل من شخصه الكريم إثراء مُتابعيه وشباب مدينته عبر وسائل تواصله بعصارة تجربته الوظيفية، واستلهام دروسها، ومقومات نجاحها وإبداعها، فالدَّال على الخير كفاعله .. مُقراً أنَّ هذه الأسطر القلائل لا تليق بتاريخه الزاخر … وختاماً (عيدٌ سعيد) لأبي عبد العزيز .. ولمدينتي شقراء .. ولجميع القراء .. وأرجاء الوطن المعطاء .. وكل عامٍ وأنتم بخير ..