بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
طالما ضمَّ العمل الإنساني النبيل بين جَنَباته أسماءً كُبرَى جديرة بالتوقير والتقدير، والإشارة والإشادة .. ولعلَّنا خلال هذه الإطلالة الإدارية العابرة نُلقي شيئاً من الضوء على مسيرة رمزٍ من رموز قطاعنا الاجتماعي في وشمِنا العريق ، رجلٌ نذرَ نفسه طيلة ثلاثة عقودٍ مضَتْ على وتيرةٍ واحدةٍ ملؤها التجرُّد والصمت والتواضع والإخلاص لِخدمة فئةٍ مُجتمعيةٍ غاليةٍ على قلوبنا جميعاً ، فئةٌ جريحةٌ طالما تأفَّفتْ بعض الأنفس الشفَّافة من مُخالطَتِها ونأتْ عن خِدمتِها ، لا لشيءٍ إلا لِقسوَة المَشهد وعدم القدرة على مُعايشته !! وأعني بهم أحِبَّتنا ( المعاقين ) كان الله في عونهم ، ولعلَّ من اللباقة والمروءة التقيُّد بالمصطلح الرسمي العالمي ( ذوو الاحتياجات الخاصة ) .. وإنَّ مِن توفيق الله أنْ حَظِيتْ محافظة شقراء منذ ما يقربُ من ربع قرنٍ بافتتاح ( مركز التأهيل الشامل ) لإيواء هؤلاء الأحبَّة ، لعدم قُدرة كثيرٍ من الأُسَر على التعامُل الأمثل اجتماعيَّاً وطبيَّاً ونفسيَّاً مع أبنائها المُصابين بقصورٍ عقليٍّ أو جَسَدي ، فإذْ بمركزنا المبارَك يؤدِّي هذه المهمَّة الجليلة نيابةً عنهم بكلِّ أمانةٍ واقتدار ، ويكاد يُجمعُ مُديرو المركز وموظفيه وكافة منسوبيه منذ تأسيسه ، فضلاً عن مسؤولي مدينتنا ، وأولياء أمور النُزَلاء ، وغيرهم من الأهالي ، على تميُّز وشهامة وتضحيات سعادة الأستاذ ( سليمان بن محمد الرزيزاء العنقري ) الذي بدأ حياته العمليَّة ممرِّضاً في مستشفى شقراء القديم قبل مُبادرته الميمونة وخطوته الموفَّقة بنَقلِ خدماته الوظيفية إلى مركز التأهيل الشامل فأحدَثَ فيه عطاءاتٍ ناصِعات ، وبصماتٍ جليَّات جرَّاء أدائه الوظيفيِّ الراقي ، وتعامله الاستثنائي ، وأريحيَّته وبشاشته المُتناهية وما نجَمَ عنها من محبَّةٍ وتآلفٍ ووشائجَ مُتبادَلةٍ سنينَ عددا بين ( سليمان الإنسان وأبنائه واخوانه المعاقين ) .. هُنا لا نملكُ إلا أنْ نقول بصوتٍ واحدٍ : ( شكراً أبا محمد ، وجزاكم الله خيراً على جهودِكم ، ونسأل الله أنْ يُعْظِم لكم الأجر والمثوبة ، وأنْ يرزقكَ برَّ أولادك ، وأبشر بخَيرَي الدنيا والآخرة ) .. والشكر موصولٌ لجميع زملائه منسوبي المركز ، وإلى مزيدٍ من البذل والتفاني والإبداع .. واضعاً مُقترَح تكريم موظفنا القدير على طاولة ( جمعية التنمية والتطوير في محافظة شقراء ) .. وتقبلوا تحياتي .