بقلم : سعد التميمي .. شقراء .
خيَّم الحزن والأسى على أجواء وشمنا الأشم طيلة أسبوعٍ كاملٍ جرَّاء وفاة الطفل الصغير ( عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز الجوفان ) الذي فارق الحياة أثناء إجراءاتٍ صحيةٍ في مستشفى محافظة شقراء .. مُقدِّماً في مطلع هذه الإطلالة العابرة صادق العزاء والمواساة لوالدَي الطفل، ولسائر حمولة آل جوفان الكرام.. مُشيراً إلى أنني لن أخوض نهائياً في ملابسات الحادثة وجدليات التبرئة والإدانة، فالقضية برمتها بين يدي جهاتنا الرسمية الموقرة ولن ننازِع الأمرَ أهلَه، مؤكداً في الوقت ذاته أنَّ هذه الفاجعة المؤلمة تحوَّلتْ من قضيةٍ فرديةٍ خاصةٍ، إلى قضيةٍ مُجتمعيةٍ عامةٍ أنشغلَ بها الرأي العام في مجالسهم وملتقياتهم ووسائل تواصلهم إلى يومنا هذا ، وعليه فإن القطاع الأكبر من أهالي إقليم الوشم يأملون من جميع الأطراف ( تجلية الموقف، وإيضاح الحقيقة كاملةً غير منقوصة، وما اتُّخذَ حيالها من تدابيرَ تضمن عدم تكرار ذلك مستقبلاً، وطمأنة الأهالي على مستقبل مستشفاهم السبعيني) مُشيداً بموقف والده ومطالبته بإجراء تحقيقٍ فوريٍّ وشفاف، فالتنازل في مثل هذه الحالات لا معنى ولا مبرر له إطلاقاً تحت أي ظرفٍ كان.. نعم ، قد يُحدثنا بعض النشامى عن ( فضل العفو ) و ( مثوبة التسامح ) و( خيرية التصالح ) فنقول لهم : صدقتم في جميع ما ذكرتم ، لكن هذه الشمائل والفضائل لا قيمة لها نهائياً بعد إثارة القضية في منابرَ إعلاميةٍ شهيرة، ما تسبب في تغلغل الخوف والقلق في قلوب الأهالي، وباتوا في همٍّ وحيرةٍ من أمرهم، خائفين وجلين من أخبارٍ صادمةٍ مشابِهةٍ أخرى، قد تُصيبهم في أنفسهم أو في فلذات أكبادهم أو غيرهم من المواطنين والمقيمين، لا سيما أنَّ ما طالبوا به عبر منصَّاتهم التواصليَّة ينسجم تماماً مع السياسة الإعلامية للدولة، ومع ركائز الرؤية الوطنية القادمة، القائمة على الشفافية والمصداقية والمُكاشفة والمحاسبة، وتفعيل المراقبة وإفشاء النزاهة، والعمل بمبدأ الثواب والعقاب، وانتقاء المسؤولين الأكفاء لاعتلاء المناصب القيادية، واستيراد أحدث النُظُم الإدارية، ما يؤدي حتماً إلى تعزيز ولاء وإعجاب واعتزاز الأجيال الشابة بأوطانهم، والاجهاز على ظاهرة الاستلاب الثقافي والنظرة الدونيَّة والهزيمة النفسية والذوبان في حضارة الآخَر.. آملين من وزارة الصحة ممثلةً في معالي وزيرها الموفق الدكتور توفيق الربيعة، ومن جهاتنا الرقابية، ومن أصحاب السعادة مسؤولي مدينتنا وأعيانها ووجهائها، وأعضاء جمعية التنمية والتطوير، الاضطلاع بمسؤولياتهم حيال الارتقاء العاجل بالخدمات الصحية بمحافظة شقراء، تلك القضية المزمنة التي ظلت شُغلاً شاغِلاً وهمَّا مؤرقاً لأربعة أجيالٍ شقراوية، خاصةً إذا علمنا بعدم توفر مستشفياتٍ أهليةٍ (شاملةٍ) في عموم المحافظة !! وختاماً كم نفخرُ ونعتز أننا نعيش اليوم في ( سعوديةٍ جديدة ) عنوانها الأبرز : التحديث والتجديد، واعمل أو ارحل، والبقاء للأفضل .. سعودية شابة لا مكان فيها لسياسة (الدمدمة) و (طاح عليه جدار) و (طِمام المرحوم) و ( راجعنا بعدين ) وغيرها من المصطلحات الرجعية والبيروقراطية البائدة.
لا أراكم الله مكروهاً في عزيزٍ لديكم .. والحمد لله على قضائه أولًا وآخِراً …