بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
شريحةٌ مجتمعيةٌ ليس وليدة عصرنا، يوصفون بأنهم ( قُطاع طُرق ) !! لِمَ لا ؟ وشغلهم الشاغل تكسير المجاديف والاجهاز على التوجيهات والتعليمات !! عانينا منهم كثيراً ونحن على مقاعد الوظيفة ، يَعرفون كلَّ صغيرةٍ وكبيرة، وكل شاردةٍ وواردة، ثم يأتونك مُدَّعين ( الجهل ) !! صِدامٌ لا ينتهي مع المديرين والموظفين !! ونقدٌ لاذعٌ للإجراءات والتعاميم !! واتهامٌ بالتحجِّر والتعقيد !! ومُناهضةٌ للتطوير والتحديث وغير ذلك من الأساليب البالية .. لا فرق لديهم إطلاقاً بين ( عصر التقنية الجذاب ، وعصر قُصَي بن كلاب ) إنهم يا سادة ( أعداء النظام ) الذين طالما خذلوا أوطانهم في أحلك الظروف .. ماذا عسايَ أنْ أقول بعد أربعة أشهرٍ كاملةٍ من المُناشدة والاستجداء، والتوعية والتعليم، والتدريب والتحذير من جائحة كورونا وتداعياتها المُرعبة ؟؟.. جهودٌ جبارةٌ وتكاملٌ غير مسبوقٍ بين أجهزة الدولة، واستنفارٌ عامٌ ، سياسياً ودينياً وأمنياً وإعلامياً وتعليمياً وبلديَّاً وغيرها من قطاعاتنا المُبجلة .. لكن ( الخُشُب المُسنَّدة ) لا تكفيهم الإشارة ، بل لا بدَّ من العصا و ( الكلبشة ) ضاربين بهذه الهبَّة الوطنية الجماعية عرض الحائط ، مُستكثرين على الوطن ومواطنيه ارتداء كمامةٍ طبيةٍ، وإحضار سجادةٍ خاصة، والتباعد الجسدي في بيوت الله ، فنجمَ عن عبثيتهم المُتعمدة عودة جَمعٍ من إخوانهم المصلين إلى الصلاة في البيوت ، جرَّاء فوضويَّة ( الخُشُب المُسنَّدة ) أجلكم الله !! رأيتُ بعيني مشهداً مُقززاً ، حين أصرَّ أحدهم الجلوس في الصف الأول مُقترباً من المؤذن، مُتجاهلًا ( اللاصق ) المخصص لكل فرد، فما كان مِن المؤذن ( المُقيم ) إلا مغادرة مكانه والجلوس في طرف الصف !! .. يتجولون دون أدنى مسؤوليةٍ في سوق الخضار والأسواق المركزية ، حتى تمَّ منعهم من الدخول!! .. ليسوا جهلة نهائياً ، فكثير منهم من حملة الشهادات الجامعية ، ويتابعون وبكل دقةٍ وسائل التواصل وما تزخر به من تعليماتٍ كشمس الظهيرة، ويُدركون تضاعف أعداد الإصابات والوفيات، ولكن ( لهم أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ) .. وختاماً ( أعانك الله يا وطني على الخُشُب المُسندة ) وأقول لحكومتنا وجهاتنا الرسمية: ( رايتكم بيضاء، وأديتم الأمانة خير أداء ) والله الهادي إلى سواء السبيل ..