بقلم : سعد التميمي .. شقراء .
يَحلُّ علينا عيد الفطر المبارك هذا العام 1441هـ وسطَ ظروفٍ قاهرةٍ وتحولاتٍ مُتفاقِمةٍ عنوانها الأبرز (جائحة كورونا الشاملة) وتداعياتها المؤرِّقة مَحلياً ودُولياً، الأمرُ الذي يستدعي التقيد بما صدر من تعليماتٍ وتوجيهاتٍ صائبةٍ تَصبُّ في الصالح الإنساني العام.. إلا إنَّ عيدنا يا سادة يَظلُّ مُحتفِظاً بما حباهُ الله تعالى من مكانةٍ شرعيةٍ واحتفاليةٍ تاريخيةٍ سنَّها الرحمة المُهداة محمد صلى الله عليه وسلم، حين أمرَ أصحابه الأطهار باستشعار الفرحة وإشهار البهجة في أجواءٍ مُلبَّدةٍ بالغيوم والهموم والغموم، إبَّان مَعمعة التأسيس الكبرَى وما صاحبها من آلامٍ وتضحياتٍ جِسام.. احتفلَ (صلى الله عليه وسلَّم) مع جيله الفريد بعيدهم السعيد، مُحَلِّقين عالياً فوق المُنغِّصات والمُكدِّرات ، ومُقدِّمين الأفراح على الأتراح ، ونحن على آثارهم مُقتدون (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فالحمد لله حمداً كثيراً طيِّباً أنْ أعاننا على الصيام والقيام (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) ..نحتفي وننتشي أيها الأحبة بنعمة الإسلام الكبرى وكفَى بها مِن نعمة .. ونحمد الله شاكرين ذاكرين بما مَنَّ به علينا من صحةٍ وعافيةٍ نرفلُ فيها بُكرةً وعشيَّا، فيما غيَّبتْ الأمراض المُستعصية فئاماً من الأقرباء والأصدقاء .. نحتفل بنعمة الأمن والاستقرار، والتآلف والتآزر، واجتماع الكلمة تحت رايةٍ ورؤيةٍ وقبلةٍ واحدة، نستذكر هذه المَنْقبة السامقة ونحن نرْمقُ بلداناً عريقةً انزلقتْ أحزابها وفصائلُها في أتون الصراعات والنزاعات الأهلية المُدمِّرة.. استحضروا يا رعاكم الله عَيشاً رغيداً، وحاضراً سعيداً، وعطاءً جزيلاً، وخيراً عميماً، وثمراتٍ ومأكولاتٍ ترِدُ إلى أسواقنا من كل فجٍّ عميق، فيا لها مِن نعَمٍ لا حصرَ لها (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ).. سادتي الكرام : اصنعوا حلواكم الموسميَّة، وتناولوا طعام عيدكم، وأسعدوا أطفالكم، واحتفلوا عائليَّاً بنجاحاتكم ومُنجزاتكم وإشراقاتكم في بيوتكم وفي قرارة أنفسكم وعبر وسائل تواصلكم فــ ( السعادة الذاتيَّة ) و ( النشوة القلبيَّة ) و ( النظرة الإيجابيَّة ) تفوق وبمراحل ( السعادة الميدانيَّة ) و ( الطُّقوس التنظيميَّة ) و ( التغطيات الإعلامية ) الغائبة قسريَّاً هذا العام .. تفاءلوا خيراً، وتبسَّموا كثيراً، وترنَّموا دَوماً برائعة إيليا أبو ماضي:
قال السماءُ كئيبةٌ و تجَهّما … قلتُ ابتسم يكفي التَّجهّمُ في السما !!
قال الصِّبا ولَّى فقلتُ له ابتسِم … لن يُرجِعَ الأسفُ الصِّبا المُتصَرِّما
فلعلّ غيركَ إنْ رآكَ مُرنِّماً … طرَحَ الكآبة جانباً وترنَّما !!
مُقدِّماً أسمَى آيات التهاني والتبريكات لأرجاء الوطن المعطاء، ولسائر الأمَّة الإسلامية، ولمدينتي شقراء وأهلها الكرام، سائلاً المولى جَلَّ في عُلاه أنْ يصرف عنَّا جميعاً الرزايا والبلايا .. (تقبَّل الله صالح أعمالكم، وكل عام وأنتم بخير)..