أشرتُ في مقالٍ سابق إلى الأدوار المحوريَّة الهامة للقطاع الخاص وما يقوم به وجهاء وأعيان مدينتنا، وغيرهم من أوفياء الوطن من بذلٍ سخيٍّ وعطاءٍ لا محدودٍ في سبيل إنماء مشاريعها، وتفعيل برامجها، والارتقاء بخدماتها، تحقيقاً للتَّلاقحِ المَنشودِ والتعاون المَحمود بين سائر قطاعاتنا، وإيماناً مِنهم بحتمية التشارك والتناغم بين الأطياف السعودية جمعاء وما ينجم عنها من ثمراتٍ ونجاحاتٍ باهراتٍ تصب في صالح الوطن، وتأمين مستقبل أجياله، والمُضي قُدماً بمسيرته التنموية المُظفَّرة ، وبفضلٍ من الله فقد حَظيتْ شقراؤنا ومنذ عقودٍ طِوالٍ بكوكبةٍ فذَّةٍ من الأثرياء الكُرماء النُبلاء ( أحياءً وأمواتا ) نذروا أنفسهم ، وسخَّروا أموالهم وإمكاناتهم وعلاقاتهم في خدمة مجتمعهم وشؤون بلدتهم .. فكأنِّي بابن الرومي عناهُم بقوله :
إذا ذَكَروا أوطانَهُم ذكَّرَتْهُمُ … عُهودَ الصِّبا فيها فحَنُّوا لِذلِكا !!
وها نحن اليوم ومن رَحمِ النازلة الصحية العالمية الخانقة تلوح في سماء مدينتنا مبادراتٍ مؤسسية نظاميةٍ مُشرقة، بعيدة كل البُعد عن العشوائية والشللية ، في مشهدٍ تكافليٍّ تعاونيٍّ فريدٍ على الساحتين الصحية والاجتماعية ، وذلك عبر برنامَجين هادفَين ( طبيبك في انتظارك ) و ( يوصلك ) تحت إشرافٍ مباشرٍ من جمعيتنا الموقرة ( جمعية التنمية والتطوير ) وبرعايةٍ غير مستغربةٍ إطلاقاً من أوقاف الشيخ الوالد عبد الله بن عبد الكريم البواردي ــ يرحمه الله رحمة واسعة ــ وبمتابعةٍ واهتمامٍ معتادٍ من سعادة المهندس الوجيه (ابن شقراء البار) عبد الرحمن بن عبد الله البواردي ــ سلمه الله ــ بالإضافة إلى مساهمةٍ مُقدرةٍ من ( فرع جمعية إنسان في شقراء ) بارك الله في جهودهم جميعاً ، وبلا شكٍّ فإنَّ مثل هذه البرامج والفعاليات تُعدُّ مؤازَرةً ودعماً وامتداداً لجهود الدولة ــ أعانها الله ــ وإنفاذاً لتوجيهات ولاة أمرنا وجهاتنا الرسمية بضرورة رصِّ الصفوف والتلاحم والتكاتف والتعاون مع الوزارات ذات العلاقة في مواجهة ما تمرُّ به بلادنا الغالية وغيرها من ظرفٍ صحيٍّ استثنائي في طريقه بمشيئة الله ورحمته إلى الأفول والزوال .. جزاكم الله خيراً على مبادراتكم وعطاءاتكم ، وهنيئاً لكم الأجور والحسنات العظام ، ودعاء وثناء الفئات المستفيدة والمحتاجة ، وحفِظ الله بلادنا من كل سوءٍ ومكروه .. وتقبلوا تحياتي .