بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
رجلٌ يأسركَ بحديثه وصمته ، وهدوئه واتزانه .. مِن خيرة رجالات مدينَتَي شقراء وثرمداء .. عن أيِّ شيءٍ أتحدثُ في يوم رحيله ؟؟ عن التدين والوقار . أمْ عن صلة الأرحام ، أم عن تربيته ( الفاضلة ) لأولاده ( الفُضَلاء ) . أم عن تواضعه وبساطته وبشاشته . أم عن سلامة صدره و شهامته ورجولته . أم عن دماثة خُلُقه وكرمه وطيبِ مَعشرِه ؟؟ كل هذه السجايا والخِصال وغيرها يمتازُ بها فقيدنا الغالي الشيخ الوالد ( عبد العزيز بن علي الفاضل ) يرحمه الله رحمة الأبرار ، بل لا أبالغُ إنْ قلتُ إنه ظلَّ مُتصفاً بها حتى انتقاله إلى جوار ربه ، يشهد له بذلك كل مَن خالطه وزامله وجاوره في حَيي باب العطيفة والروضة .. استقرَّ ( أبو علي ) في مدينتنا شقراء منذ أكثر من نصف قرن فعمِلَ في إدارة التعليم و في مكتب البريد ، فكان مثالًا يُحتذَى في التفاني والإخلاص وولائه لمهنته طيلة مشواره الوظيفي .. فهنيئاً لمن كانت هذه سيرته ومسيرته ، وهنيئاً لمن اجتمعتْ القلوب على مَحبَّته والإشادة بشمائله فوق الأرض وتحت الأرض .. نُؤمن جميعاً يا سادة بأننا راحلون مِن دنيانا الفانية إلى آخرتنا الباقية إنْ عاجلًا أمْ آجلا ، ولكن ما أجملَ أن تُذكَر أيها الإنسان بخيرٍ وعبادةٍ واستقامةٍ وإحسان .. رحل ( أبو علي ) عليه شآبيب الرحمة والرضوان ، وكلُّ مَن عليها فان .. مُستشهِداً بقول القائل :
تمضي الحياةُ ويرحل الإنسانُ … ورجاؤنا أنْ يُثمِرَ الغفرانُ
تمضي الحياة بِحلوِها وبمُرِّها … كسفينةٍ يمضي بها الطوفانُ
يا فاقدَ الأحبابِ صبراً إنها … دُنيا فَناءٍ طَبعُها النُّقصانُ
للهِ تصريفُ الأمور وعندهُ … حُكْم القضاءِ وعندنا الإذعانُ !!
مُختتماً هذه الأسطر بتقديم صادق العزاء والمواساة إلى أبنائه البررة ، وإلى جميع أفراد أسرته ، وإلى حمولة آل فاضل الكرام في سائر إقليم الوشم .. اللهم اغفر له وارحمه ، وعافِه واعف عنه ، وأكرِم نُزله ، وافسح له في قبره ونوِّر له فيه ، واجمعنا به ووالدينا وإخواننا المسلمين في مستقر رحمتك .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .