أخبار شقراءمقالات
دروسٌ في زمن الكورونا !!
بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
يستحضر بعضٌ من أبناء جيلي هذه الأيام الرواية العالمية الشهيرة ( حبٌ في زمن الكوليرا ) التي شرَّقتْ وغرَّبتْ ، وذاع صيتها ، منذ ما يربو عن ثلاثة عقود ، فحققتْ جرَّاء ذلك مبيعاتٍ ضخمة وانتشاراً واسعاً . لكنَّ الأجدر بنا جميعاً ونحن نعايش ظرفاً صحياً وإنسانيَّاً عالمياً قاتماً ، استحضار وإشهار الكتاب الفكري العميق { الله يتجلَّى في عصر العِلم } الذي استطاع مؤلفوه الإجهاز وبالأدلة القاطعة على نظريات الملاحدة ومعتقداتهم المتهافتة .. ولعلَّ من الأنسب أيضاً في مرحلتنا هذه أن نسعى جاهدين ــ كلٌّ فيما يخصه ــ في رفع المعنويات والاحتفاء بالإيجابيات والنجاحات ، فمِن أعماق نازلة ( كورونا ) المُعتمة وأخبارها المؤرقة ، تجلَّت على خارطتنا السعودية ــ وبفضلٍ من الله ــ قفزات وثقافات وقُدرات جديرة بالإشادة والإشارة .. ففي المآزق والشدائد تتكشف معادن النشامى من رجالنا ونسائنا على حدٍّ سواء .. ألتقي بكم اليوم في خواطرَ متنوعةٍ ، ورؤية تفاؤليةٍ مُشرقة :
-
وأنا أتابع مستجدات هذا الفيروس وتداعياته المُذهلة ، أتساءلُ : هل يا تُرى عرَفتْ البشرية حَجمها الطبيعي ؟؟!! الإجابة في قول الخلَّاق العليم ، جلَّ في عُلاه : { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } وفي قوله : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } .
-
أمام هذا الاستنفار الدولي المتعاظم ، والهبة الأمميَّة الاستثنائية ، والرعب المسيطر على أرجاء المعمورة ، يلوح في الأفق قول الحق سبحانه : { … حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم } ..
-
نحمد الله على نعمة العقيدة السلفيَّة الصافية ، فلا ندعو إلا الله ، ولا نسأل غير الله ، ولا نتوكل إلا على الله . يأخذني العجب من فئامٍ يطوفون بقبر ( زينب ) يسألونها النجاة والخلاص من ( كورونا ) وغيره !! { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا } .. { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ..
-
( الإيمان بالقدر خَيره وشرِّه ) ركن ثابت من أركان الإيمان . والرضا والتسليم بما كتبه الله علينا من ابتلاءات ومُنغِصات ، دليل على إيمانٍ صادق ويقينٍ راسخ { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } فالحمد لله على قضائه وقدره .
-
حقيقةٌ أزليَّة : ( الله يتجلَّى في عصر العِلم ) فها هي البشرية عن بكرة أبيها جاثية على ركبتيها ، مُطرِقة رأسها في حيرةٍ وذهول أمام قدرة الواحد القهار ، استسلامٌ تامٌ لعظمة القوي العزيز ، فيروسٌ مجهري يفتك بأكثر الدول حضارةً وتقدماً ، مُعطِّلًا إستراتيجياتها ، ومُربِكاً منظومتها الصحية وبنْيتها الاقتصادية !! فسبقتْ القلوب الجوارح ساجدةً خاشعةً مُنيبةً لمالك المُلْك ، سبحانك يا الله : { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } … { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } .
-
في هذه الأزمة الخانقة جَنتْ بلادنا السعودية ثمرات انخراطها ( شِبه المبكر ) في استخدام التقنية الحديثة ، وذلك بتوجيه القطاعات الحكومية والأهلية بتفعيل نوافذها الالكترونية .. ( عند الصباح يحمَدُ القومُ السُّرَى ) .
-
بعض الفضلاء من المغردين يقول في دعائه : ( اللهم لا تؤاخذنا بما فَعلَ السفهاء منَّا ) ولعلَّ الأفضل ( اللهم لا تؤاخذنا بما فعلنا ، ولا بما فَعلَ السفهاء منَّا ) فراراً من تزكية النفس ، والإعجاب بها ، فكلنا خطاؤون ..
-
يقول ابن القيم : ( إنَّ للمِحَن آجالاً وأعْماراً كأعْمارِ ابن آدم لابدَّ وأنْ تنتهي ) ..
-
تغريدة أعجبتني : اليوم جهاز التنفس الاصطناعي أهم من الصاروخ ، والكمامة أهم من الدبابة ، والطبيب الساهر على مرضاه في غرف العناية المركزة أهم من كل مشاهير العالم ، والممرض والممرضة بمرتبهما الضئيل وتفانيهما الصامت ، أهم من كل فناني العالم وفناناته ، والمواد المُعقمة أشرف وأنقى وأثمن أخلاقياً من أعظم القُدرات النووية التدميرية !!
-
يستحق أولئك الشرفاء من منسوبي المستشفيات ما قدَّمه لهم خادم الحرمين الشريفين مِن شُكرٍ وتقدير وتوقير ، فما يقومون به من تضحيات وعطاءاتٍ ومُخاطرةٍ بصحتهم في الأوضاع الوبائية الحالية ، يُعدُّ جهداً جباراً لا يُنسَى ولا يُمحَى .. فشكراً وافراً لهم ..
-
( إنَّ المصائب يَجمَعنَ المُصابينا ) !! ففي زمن كورونا ارتقتْ الروح الوطنية بين السعوديين بجميع ألوان طيفهم ، واختفتْ تلك المُناكفات والمهاترات والجدليات البغيضة العقيمة ، التي ألقتْ بظلالها البائس على مشهدنا الثقافي السعودي طيلة أربعة عقودٍ مضتْ ، فها هُم عُقلاء الفريقين يرفعون شعارا تعدُّدياً راقياً يَصبُّ في الصالح لعام : ( الوطن أنا وأنت .. وليس إمَّا أنا وإمَّا أنت ) ..
-
من الصفحات المشرقة ، ما لوحظ من حسٍّ وطنيٍّ متصاعدٍ بين القطاع الأكبر من مُغردينا وذلك بتحملهم مسؤولية التوعية والتوجيه ، ونشر المقاطع الإرشادية ، وبث روح التفاؤل والاستبشار ، ونأيهم التام عن الانزلاق في أوحال الشائعات المغرضة التي من شأنها الإضرار بأمن بلادنا ، ووحدة صفها ، ونسيجها الوطني .
-
تغريدة قيِّمة : من فوائد أزمة كورونا .. معرفة أهمية الاكتفاء النفسي الذاتي ، بحيث يكتفي الإنسان بنفسه في حياته [ يقرأ ، يتأمل ، يُفكّر ] بينما بعض الناس يستمد حياته من الآخرين ، وهامش الاكتفاء الذاتي عنده ضئيل جدًا ، فلا يطيق أن يجلس مع نفسه !! يجب أن تكتفي ذاتيَّاً حتى يسَعك بيتك وينمو عقلك ..