بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
يزداد عجبي حينما أرى بعضاً من كبار الساسة الغربيين وقد خرجوا عن طورهم واتزانهم حيال تعاطيهم جائحة فيروس كورونا ، فهذا عبر الشاشات مُرعباً شعبه المكلوم بالويل والثبور وعظائم الأمور !! أمَّا الإنجليزي فقد جاب العيد حين ( بشَّر ) رعيَّته بأنه بات من المؤكد أنهم سيفقدون أحبابهم في ريعان شبابهم !! والآخر على المكشوف والعالم تشوف يتباكى بنظرةٍ سوداويةٍ تشاؤميةٍ أنَّ هذا الفيروس الفتاك سيلتهم ملايين الأوروبيين !! أمَّا جاره فلم يكن أفضل منه حالًا وثقافةً وتعقلًا ، حينما استخدم أسلوب التقنيط والتيئيس البئيس ، بأن الأمر خرج عن السيطرة والاحتواء ، وأن على مُجتمعه المُضطرب انتظار الكوارث والأهوال في قادم الأيام !! .. وحقَّ لي ولغيري أمام هذا التيه البشري الغائب تماماً عن ( فقه الحكم والسياسة ) أن أتساءل ما هي المؤهلات التي أوصلتْ هؤلاء إلى سدَّة الحكم ؟؟ والجواب بالتأكيد ( المال والدعاية الإعلامية ، إبَّان اللعبة الانتخابية في المسرحية الهزلية المسماة بالديمقراطية ) !! .. أنظرُ إلى هذا المشهد الغربي المُقزز لأحمد الله على نعمة الإيمان والإسلام ، والتوكل واليقين ، وإحسان الظن بأرحم الراحمين ـ جلَّ في عُلاه ـ مستذكراً تلك النظرة الإيمانية التفاؤلية لدى أولئك العوام من أجدادنا ـ يرحمهم الله ـ وهم في قلب المأساة العظيمة التي وقعت في العام 1337هـ عندما اجتاحهم الوباء القاتل ، فمات على إثره أعداداً هائلة لا تُحصى ، ففي شقرائنا وفي غضون شهرين فقط توفي أكثر من 300 شخص ، أمَّا في الرياض والقصيم فالعدد أضعاف ذلك بكثير ، وعلى الرغم من هذه الصدمة الموجعة والمذهلة فقد أطلقَ سوادهم الأعظم على ذلك العام القاسي والحزين مسمَّى ( سنة الرحمة ) بدلًا من ( سنة الصخونة ) تفاؤلاً برحمة الله .. كم أنا فخور بذلك الشاب الصغير الذي التقيتُ به في أحد محلات بيع الأجهزة المنزلية في مدينتنا ، مردداً ( يا رجال متوكلين على الله ، إن شاء الله ما حاصل إلا الزين ) وأعتزُّ وأنتشي أكثر بسياسة بلادنا السعودية ، قيادةً وحكومةً وشعباً على قراءتهم الهادئة والرزينة لهذا الحدث الجلل ، فلا نشاهد بفضل الله من قطاعاتنا الرسمية وملتقياتنا الشعبية ، إلا التوعية والموضوعية ، والنظرة التفاؤلية المستبشرة ، البعيدة كل البعد عن الولولة والعويل والتضخيم والتحطيم ( خطاب وزير الصحة أنموذجاً ) .. إذن فسياسة بلادي الأبية ، وشعبها الكريم في إدارة هذه الإشكالية العالمية المفاجئة ( وسطيةٌ بين التهوين والتهويل ) وهذا عين العقل والحنكة والحكمة .. أسأل الله بمنِّه وكرمه أن يحفظ بلادنا وشعبها وعموم المسلمين من كل سوءٍ ومكروه .. والحمد لله أولاً وآخِراً ..