الشيخ المربي عبد الله بن محمد السنيدي ( يرحمه الله ) .. سيرةٌ عطرة .
صورة لفقيدي التعليم بشقراء الشيخين المانع ومساعده السنيدي منذ خمسين عاما .
صورة لمنزل الفقيد في حي الباطن الجنوبي ، بجوار جامع الربيعة . منذ خمسين عاما .
بقلم : سعد التميمي .. شقراء .
غادر دنيانا الفانية الشيخ المربي العم الأستاذ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم السنيدي ، من حمولة سنادا شقراء ، حيث ولِد فيها عام 1350هـ وتحديداً في حي الحسيني في البلدة القديمة .. وتلقَّى تعليمه الأولي في كتاتيب مدرسة شيحان . ومن ثم التحق بالمدرسة السعودية الأولى بشقراء عام 1363هـ .. وقد تولى قراءة بعض الكتب العلمية على جماعة مسجد الحسيني حتى انتقاله إلى حي الباطن الجنوبي في العام 1378هـ . وقد حدثني يرحمه الله قائلا ( نحن من أوائل الذين عمروا في الباطن بيتاً خرسانياً ، وتزامن تشييد بيتنا في هذا الحي مع تشييد جامع الربيعة ، حيث أحضر ابن ربيعة عمال البناء من دولة الكويت والزلفي ، وقد كان ينوي إطالة المنارة أطول من وضعها الحالي ، إلا أن الأهالي أشاروا عليه بالاكتفاء بذلك ، وقد امتنع وجهاء البلد أول الأمر عن اعتماده جامعاً لعدم امتلاء جامع الديرة الرئيسي ، وبقيَ جامع الربيعة تُصلَّى فيه الفروض الخمسة فقط مدَّةً من الزمن إلى أن تكاثر الأهالي في الباطن فاعتمد حينها جامعاً ) .. وقد عمل ـ يرحمه الله ـ مدة عامين مدرساً في المدرسة السعودية الأولى .. ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي بالرياض وتخرج فيه عام 1374هـ .. بعدها التحق بكلية اللغة العربية وتخرج فيها عام 1378هـ ثم عاد إلى شقراء مُعلماً في معهدها العلمي ، ثم انتقل إلى وزارة المعارف ليتولى إدارة معهد المعلمين بشقراء ، من ثمَّ مساعداً لمدير التعليم بشقراء .. خلال ذلك تمَّ ابتعاثه إلى بريطانيا لتعلم اللغة الإنجليزية ، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية فعاد ببحثٍ تطويريٍّ بعنوان ( التسرُّب والرسوب في المرحلة الابتدائية ) .. وعمل أيضاً في شركة إسمنت اليمامة ، ورئيساً لبلدية حائل ، والتأمينات الاجتماعية ، حتى تقاعده .. اشتهر يرحمه الله بالطيبة والشهامة ، والابتسامة الصادقة ، والتواضع الجم ، وحديثه الممتع ، وغزارة المعلومات والذكريات ، وحبه العميق لشقراء حيث عاش فيها بقية عمره حتى توفاه الله ، ولا أدلَّ على حُبه المتناهي لشقراء وأهلها إلا تلك القصة الطريفة والمُعبرة التي حدثني بها قائلًا : ( في العام 1385هـ تقريباً ، نَما إلى عِلمنا أنَّ وفداً تعليمياً رفيع المستوى قادماً إلى شقراء من وزارة المعارف ، فاحترنا ماذا نقدم لضيوف مدينتنا مع وليمة الغداء ؟؟ حيث لا يوجد حينها في شقراء أي نوع من أنواع الفاكهة إطلاقاً ، فما كان مني إلا أن سافرتُ للرياض خصيصاً لشراء كميةٍ محدودةٍ من البرتقال لنتجمَّل بها أمام ضيوفنا ) .. اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، وارحمه برحمتك ، واجزه خير الجزاء على ما قدَّمه للعِلم والتعليم .. وختاماً نتقدم بصادق العزاء والمواساة إلى جميع أفراد أسرته ، وأشقائه ، وعموم حمولة السنادا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
تعليق واحد