بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
تشْرُفُ محافظة شقراء خاصةً وإقليم الوشم عامةً باستقبال رمزٍ وطنيٍّ كبيرٍ ، وعَلَمٍ إداريٍّ قديرٍ تسنَّم عدداً من المناصب القياديَّة والمَهام الرياديَّة محلِّياً ودُوليَّاً طيلة ثلاثة عقودٍ مضَتْ ( بل تزيد ) .. تعتزُّ شقراء صادِحةً مُرَحبةً على ألسُنِ مسؤوليها ومديري إداراتها ، ووجهائها ومثقفيها وسائر مواطنيها ، بتشريف أمير شرقيَّتنا السخيَّة ( صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ) .. فأهلًا وسهلًا بأمير التنمية والتحديث والتطوير ، والمُتابَعة والمُساءلة والمُكاشَفة ، في شقراء العِلْم والعلماء ، والوفاء والعطاء ، فلقد استفاضَ عن سموكم الكريم إخلاصه وتفانيه في أداء أعماله ، والتقيد المُتناهي بمواعيده ، ولا أدلَّ على ذلك من حضوركم المُتكرر للإمارة قبل حلول ساعات الدوام الرسمي ، فأنتم بمسيرتكم الإدارية العطِرة ، وثقافتكم الأصيلة خَير مَن يُرَسِّخ ويُعزِّز قِيَم ( التكريم والتحفيز ) التي باتت اليوم أمراً مُجمَعاً عليه في العلوم الإدارية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية المُعاصِرة .. ولقد حَظيتْ محافظة شقراء بــ ( أسرة آل الجميح الكرام ) الذين كان لهم قصَب السَبق في تفعيل ( ثقافة التكريم ) وإبرازها وإعلائها سنوياً ، كَونها فضيلة مُتَوارَثة بين أجيالنا المُتعاقِبة .. أمَّا العلاقة المُتأصِّلة بين شقرائنا وساحِلنا الشرقي ، فهي بلا شكٍ ضاربةٌ في القِدَم ( برَّاً وبحراً ) فها هوَ التاريخ يحفظُ لنا قبل اكتشاف النفط ، ركوب كثيرٍ من رجالاتنا أمواج خليجنا العربي المِعطاء ، طلباً للرزق ولقمة العيش ، فيما كان التبادل التجاري حاضراً عبر القوافل المُسيَّرَة ( الجمالَة ) بين شقراء والأحساء ، كمركزين شهيرين عريقين امتازا بالحركة التجارية والقوَّة الشرائيَّة .. وعند إنتاج النفط تقاطر ثُلةٌ من شباب ( وشمنا ) بسواعِدهم وإرادتِهم ، وانتمائهم وولائهم ، على مدينَتَي الظهران و رأس تنورة ، مُغتربين عن الأهل والعشيرة سنين عددا ، مُشاركين ولاة أمرهِم ، وأبناء وطنهم الفرحة الاستثنائية ، والنقلة النوعيَّة ، والإستراتيجية الاقتصادية ، بوضع اللبنات الأولى لــ ( شركة الزيت ـ أرامكو ) فمنهم من عاد إلى مسقط رأسه ، ومنهم من طابَ له ولأبنائه من بعده المُقام في ( شرقيتنا الفاتنة ) إلى يومنا هذا ، فصَدقَ فيهم قَول القائل :
هُنا واحةُ الأحساء يَنثرُ بَدرُها … على نَخلِها شَوقَ النجومِ الشواهدِ .
إلى واحةِ الأحساء يمَّمتُ أحرُفي … وفي واحة الأحساء تَصفو مَواردي .
مرَّةً أُخرَى نُرحب بسمو الأمير وبصحبه الكرام .. { حَللتُم أهلًا ، ووطئتِم سهلاً ، وعلى الرَّحبِ والسَعَة } ..