أخبار شقراء

بالدليل والبرهان .. ( الداخليَّة .. وزارةٌ سبقتْ عصرها )

بقلم : سعد التميمي .. شقراء

نعَم شَرُفتُ في شبابي ضِمن زملاءٍ كِرامٍ بالعمل في أحَدِ أهمِّ قطاعاتها وأكثرها حساسيَّة ، لكن ـ يعْلمُ الله ـ أنّ ولائي الإداري ومحبَّتي المُتناهِية لوزارتنا الموقَّرة ( قبل تقاعدي وبعده ) ليس هو الدافع لكتابة هذه الأسطر ، وليس انحيازاً لجهازٍ حكوميٍّ دونَ غَيرِه ، كلا .. فحقيقة تميزها وانفرادها واضحٌ للعيان ، كشمسِ ظهيرةٍ لا تُحجَب بغربال .. وقفتُ كثيراً كثيراً أمام صورةٍ أثريَّةٍ لسيارةٍ ميدانيَّةٍ لقطاعي ( الأحوال المدنية والجوازات ) !! تعودُ لنصفِ قرنٍ مضَى !! كان الهدف الرئيس من تسييرها وتفعيلها آنذاك هو ( خدمة المراجعين والتيسير عليهم ) واليوم تُعاوِد وزارتنا السبَّاقة فكرتها الرائدة بثوبٍ عصريٍّ تِقنيٍّ يُواكبُ مرحلتنا التطويريَّة ، وذلك بسيارةٍ فاخرةٍ مُزوَّدةٍ بكامل التجهيزات والخدمات لإنهاء كامل الإجراءات ، ولطالما رأيناها تجوبُ طُرقاتنا ، وتقِفُ عند أسواقنا ومُلتقياتنا ، بل والسفر بها إلى مراكز الوطن وقُراه النائية التي لا فروع فيها !! .. أتذكرُ جيداً منذ ما يقربُ من 35 عاماً كيف تلقَّى المواطنون خبر اصدار ( البطاقة الشخصيَّة ) بسعادةٍ غامرة ، والتفاخر والاستعراض بها في مجالسهم ، بدلًا من ( حفيظة النفوس ) ( التابعيَّة ) ( الورقيَّة الدفتريَّة ) الخاضعة لثقافة الموظف وقُدُراته الخطيَّة والإملائيَّة ، تلا ذلك إصدار ( سجل الأسرة ) والذي اشتهر حينها بـ ( دفتر العائلة ) .. بعدها بزمنٍ وجيزٍ انتقلتْ التقنية الحاسوبيَّة إلى قطاعات الجوازات والمرور والاستقدام وكافَّة الجهات الأمنيَّة التابعة لهذا الجهاز الحكومي المُبجَّل ، ومن البدهي فإنَّ هذه النجاحات لمْ تأتِ من فراغ ، بل هي نتيجة خططٍ واستراتيجيَّاتٍ إداريةٍ مُعتبرةٍ لعلَّ أهمها على الإطلاق فتح باب الدورات التدريبية والتوسُّع فيها ، خاصةً في ( مركز المعلومات الوطني ، ومعهد الإدارة العامة ) .. وها نحن اليوم نَسعدُ ونعتزُّ بإنهاء الإجراءات في زمنٍ قياسيٍّ لا يتجاوز عشر دقائق أحياناً ، عبر خدمة أبشر وغيرها .. هاتفين بصوتٍ واحدٍ : شكراً وافراً لوزارتنا الاستثنائيَّة على ما نلمسه من سرعةٍ في الإنجاز ، ومِن خطواتٍ تطويريةٍ مُتلاحقة ، لا وقتَ فيها للدَّعة والتثاؤب .. والشكر موصولٌ لوزاراتنا الأخرى التي تشهد أيضاً نقلةً إداريةً مُلفتةً ، نالت على إثرها الإشادة والإطراء . مؤكِّداً أنَّ هذه التحولات التحديثيَّة الجليَّة دائماً ما تُفضي إلى تعزيز الانتماء للأوطان ، وإعجاب الأجيال الشابة بقُدرات بلدانهم وإمكاناتها ، واطمئنانهم على مستقبلها ، وثقتهم في قادتها ومسؤوليها ، والحَد من الهزيمة النفسيَّة ، والاستلاب الحضاري المُتنامي ، الناتج عن الانبهار بما في الدول المتقدمة من مُنجزاتٍ هائلة .. راجياً للجميع تقدُّماً وعطاءً دائمين ..
وتقبلوا تحياتي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى