سعد أبوعباة ورِفاقه .. ( وفاء الكِرام للكرام ) .
بقلم : سعد التميمي .. شقراء ..
في الوقت الذي ترنُو فيه شقراؤنا الفتيَّة ، إلى نقلَةٍ نوعيَّةٍ ، وتحوُّلاتٍ جوهريَّةٍ ، تسْمُو بـ ( وشْمِها العريق ) إلى آفاقٍ عصريَّةٍ ، فإنَّ ذاكِرتها في الوقت ذاته ستظلُّ مُختَزِنةً مُعتزَّةً بأبنائها المُخلصين كأمثال المربِّي الفاضل الأستاذ سعد أبوعباة ومجلس إدارته الميامين ، واقفةً واجِمةً أمامَ لحظةِ وداعٍ قَسريَّةٍ ، هامِسةً في آذانِهم عُضواً عُضواً :
وكيفَ أمْحوكَ مِن أوراقِ ذاكِرتي … وأنتَ في القلبِ مثلَ النقشِ في الحَجرِ !!
وعليه فلا يُستغربُ نهائياً ما يكِنُّه القِطاع الأكبر مِن أهالي مدينتِنا مِن تقديرٍ وتوقيرٍ للمُغادِرين منهُم والباقين ، والذي لا أجِدُ غضاضةً إطلاقاً في الشهادة لهُم في يوم وداعِهِم بالتميز والكفاءة والأمانة ، فرؤيتي ( الأزليَّة ) للأندية الرياضية في محافظات بلادنا تنبَثقُ مِن الحكمة الواقعيَّة القائلة ( يكفي مِن القِلادة ما يُحيطُ بالعُنق ) بمَعنَى ألَّا نُحَمِّل المشهد ما لا يَحتمِل ، وذلك بإلحاح بعضنا بُكرةً وعشيَّاً على أنديةٍ مَحدودة الإمكانات الماديَّة والقُدُرات الفنيَّة لأجل تحقيق إنجازاتٍ وبطولاتٍ لا طاقة لها بِها ، وتوجيه سِهام النقد والطَّعن والتشكيك لمجالس إداراتها الذين لا حَول لهُم ولا قوَّة !! بل سأظلُّ مُقتنِعاً أنَّ الهدف الرئيس من إنشائها هو احتواء شباب الوطن ، واستيعابهم ترويحاً وترفيهاً وتدريباً ، بتفعيل ملاعِبها وصالاتِها ومسابِحها ومَرافِقها ، وإذا ما صاحبَ هذه الأُسُس بطولات ونتائجَ مُشرِّفة فهو بلا شكٍّ إنجازٌ آخَرٌ جديرٌ بالإشارة والإشادة .. وممَّا ينبغي علينا أيضاً في مِثل هذه الأجواء الاحتفائيَّة ، التّحلِّي بنظرةٍ موضوعيَّةٍ وذلك بعدم اختزال جهود رِجالاتنا في مَنشطٍ واحدٍ فقط ، بل إنَّ لهُم خدماتٍ وصفحاتٍ ناصِعاتٍ ، لا تُنسَى ولا تُمحَى ، إنَّما تُذكر وتُشكر ، يومَ أنْ قدَّموا أداءً وظيفيَّاً راقِياً طيلةَ عملِهم الرسمي في صروحِنا التعليميَّة وإداراتنا الحكومية لأكثر من ثلاثين عاماً ، الأمرُ الذي انعكسَ إيجاباً على اهتمامهِم الأبَوي بالبُعْد التربوي والسلوكي عند أبنائهم اللاعبين طِيلة عِقدَين كامِلين ، فحَظيَ ( وشمنا الأغر ) جرَّاء هذه اللفتة المسؤولة بثِقة الأهالي واطمئنانهم شِبه التام على دَرَجتَي البراعم والناشئين بالذات .. واليوم ها هيَ ( شقراء الوفاء والسخاء والعطاء ) مُمَثَّلةً في مجلس إدارة ناديها ، ومسؤوليها ووجهائها ، ومُواطنيها وإعلامييها ، يتشوَّفون لحفل تكريم أبنائها البررة الذين قدَّموا كلَّ ما في وسعِهم ، بذلاً وإخلاصاً وتفانياً .. شاكرين ومُقدِّرين لمجلس الإدارة السابق الذين غادروا مَواقِعهم بعد سيرةٍ ومَسيرةٍ عَطِرةٍ ، وهُم أصحاب السعادة الأساتذة : سعد بن محمد أبو عباة ـ سعد بن إبراهيم العيفان ـ مهنا بن محمد المهنا ـ إبراهيم بن عبد الله الثنيان ، والشكر موصولٌ لسعادة الأستاذ عبد الرحمن بن عمر البابطين لبقائه مديراً تنفيذياً خبيراً بدقائق الأنظمة واللوائح ، كما نستحضِرُ جميعاً في خِتام هذه الإطلالة إسهَامات وبصَمات زميلهم الأقدم سعادة الأستاذ المؤرِّخ إبراهيم بن عبد العزيز اليوسف الذي آثرَ الرحيل منذ أربع سنين مُتيحاً الفرصة لأبنائه الشباب فتمَّ تكريمه حينها .
حتَّى وإنْ غابوا فتِلكَ طُيوفُهم … في الروحِ غادِيةٌ عَليكَ ورائِحة .
مع صادق الأمنيات بالتوفيق والتسديد ، والتطوير والتحديث لأبي مشعلٍ وطاقمه الشبابي الطموح .. أمَّا أنا وبعد هذه المقالات المتواصلة فسأتوقف مدَّة شهرين ، وأعودُ إن شاء الله بالمقال الإداري الهام ( غازي القصيبي .. هل جابها على الجرح ؟؟ ) .. وتقبلوا تحياتي .