ماهكذا تُورَد الإبل يا سادة .. ( محشوم يا سعادة الوجيه ) .
بقلم : سعد التميمي .. شقراء .
في الوقتِ الذي أمَرَنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ فيه بالنصح والتوجيه والإرشاد ، فإنه أمَرَنا أيضاً باتباع آليَّةٍ شرعيَّةٍ فائقة الجَودَة ، إذْ لَمْ يُرشدنا ـ عزَّ وجَل ـ إلى الأخْذ بــ ( الحَسَن ) مِن القَول فقط ، بل إلى ( الأحسَن ) وذلك في قوله تعالى ( وجادِلهُم بالتِي هيَ أحْسَن ) كما أمَرَ ـ سبحانه ـ نبيَّه صلى الله عليه وسلم ـ بالليونة والتَّلطف والرحمة ، والأمرُ موصولٌ لأمَّته مِن بعده إلى يوم القيامة : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ….. ) كما أمرنا سبحانه بــ ( القِسط والعدل ) كما في قوله : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ( وإذا قُلتُم فاعْدِلوا ) واستناداً إلى هذه النصوص الشرعية وغيرها ، فإنه قد ساءني وساء جَمعٌ من الأهالي ما لوحظَ من ردَّة فِعلٍ مُتَسرِّعةٍ وعِباراتٍ جافَّةٍ حادَّةٍ تجاوزها الزمن بثقافته وعلومه ، ناهيكَ عن مُخالَفَتها الصريحة للهدي النبَوي القويم ، وذلك حِيالَ أحد المشاريع التي أعلَنَ عنها أحَد أهمِّ وأبرزِ وُجهاء مدينتنا شقراء خِلال اليومين الماضيين ، وبلا شكٍّ فإنَّ الجهات الحكومية ذات العلاقة قد أتاحتْ لِعموم المواطنين عَبْر وسائل التواصل هامِشاً لا بأس به من حريَّة الرأي تجاه العديد من القضايا ، لكنه في الوقت ذاته محكومٌ بأدبيَّاتٍ وأخلاقيَّاتٍ بالِغة الأهميَّة ، مُستقاة من الشريعة الإسلامية الغرَّاء ، ينبغي مُراعاتها والأخذ بها ، قائمة على ( الإنصاف والاعتدال والتجرُّد ، والتوقير ، والتوسُّط بين التقديس والتدنيس ) فكان الأحرَى بهؤلاء الإخوة استثمار تلك المنصَّات الإعلامية استثماراً أمثلاً ، مُعبِّرين عن آرائهم ومُقترحاتهم كامِلة غير منقوصةٍ بحسٍّ دينيٍّ و وطني رَشيد ، لكن المُستَغرَب والمُستَهجَن في تعاطيهم لِخَبرٍ كهذا ، ما تضمَّنته ( بعض ) القروبات الواتسيَّة ، والحسابات التويترية مِن تجاهُلٍ وتهميشٍ وطَمسٍ ونَسفٍ لمسيرة رَجلٍ وعلَمٍ من أعلام شقراء الأفذاذ ، قدَّم خدماتٍ جليلةٍ لمدينته وغيرها لأكثر من ثلاثين عاماً مضتْ ، شاملةً القطاعات الدينيَّة والخيرية والثقافية والإنسانية والصحيَّة والسياحية والتراثية والرياضية وغيرها ، وهذا والله الظُلم والإجحاف والإقصاء بعَينه .. مُغتنِماً هذه الإطلالة للإشادة بالمُغردين والمُتفاعلين الفُضلاء الذين طرحوا وجهة نظرهم المُخالِفة بنظاميَّةٍ ومسؤوليةٍ وموضوعيَّةٍ ، نائين بمروءتهم ورجولتهم عن البذاءة والطعن والإسفاف ، مُستشهِداً ببعض أطروحاتهم الرزينة : ( سعادة الوجيه : ما ينقص شقراء حالياً أهم بكثير من مثل هذه المشاريع ) و ( نتمنى من سعادتكم الاستفادة من هذه المبالغ لإتمام وإنجاز منتزه الملك سلمان الوطني الذي طال انتظاره ) و ( لعلنا نحظَى بمركزٍ ثقافيٍّ ، ومكتبةٍ ونادٍ أدبيٍّ مُتميزٍ يليق بمدينةٍ تزخرُ بالمثقفين ) .. نعم سادتي الكرام ، لا ضَيرَ بتاتاً في تبايُن وجهاتِ نظرِنا وآرائنا ، سواءً مع أصحاب السعادة الوجهاء الأوفياء ، أو مع الأصدقاء والزملاء والأقرباء وغيرهم ، لكن الأهم ( سلامة الصدور ) و ( واستحضار الجميل والمعروف ) و ( استذكار الأيادي البيضاء ) وأنْ نحفظ لأهل القَدر قدْرهُم ، وسيرتهم وتاريخهم ، ومكانتهم ودعمهم ، ووقفاتهم ومُنجزاتهم .. وأحمدُ الله أنَّ هذه الرؤية الوسَطيَّة هي السائدة في مدينتنا ، والشاذ لا حُكمَ له ، ولا يُمثِّل إلا نفسه .. وقد قيل : ( يا فُلان لا تكُن كالذُّباب لا يقَع إلا علَى الجرح ) .. وتقبلوا تحياتي .